السبت، 27 سبتمبر 2008

الفطـــرة

-
يولد الإنسان على الفطرة!!!

حكاية الفطرة هي نوع من الخزعبلات الدينية،
فالدينيين يقدمون افتراضا لا سند له في الواقع، هذا الإفتراض مفاده أن الله يزرع في جسد أو عقل كل إنسان Bios يسمونه فطرة، هذه الفطرة أو البيوس تحمل مبادئ أولية. ويستدلون على ذلك بأمثلة من نوع أن الخروف عندما يولد يتجه مباشرة إلى ثدي والدته ليرضع، ويتساءلون من أخبره بأنه يتوجب عليه أن يتغذى ومن ثدي والدته...؟؟؟ وأكيد الإجابة ستكون هي الفطرة أو الغريزة..
المهم،
التفسير العلمي لا يكتفي بوضع إفتراض واحد، بل يضع كل الإفتراضات الممكنة، وفي هذه الحالة هناك إفتراضان، هناك خرفان إتجهت لثدي والدتها وتغذّت وبالتالي إستمرّت في الحياة، وهناك خرفان لم تتجه وبالتالي إنقرضت.. فالطبيعة إنتخبت من يصلح للبقاء (الإنتخاب الطبيعي، البقاء للأصلح).
وهنا أتسائل: إن كان هناك إله ما، يحترم ذاته كإله، قد قدر على زرع هذا الـ Bios، فلماذا لم يتفطّن إلى وجوب زرع نظام تشغيل أيضا (دين..Dos، Windows)؟؟؟ بل كلّف المزوّد جبرائيل بنقلها إلى كبار التجار (الرّسل) ليرغموا الناس على تثبيتها (إعتناقها) بحدّ السّيف.
ثمّ،
الإنسان هو كائن إجتماعي، يعني هو يعيش في مجتمع، وبالتالي فإن سلوكه سيكون متوافقا مع نواميس هذا المجتمع، لأن سلوكه سيكتسبه من البيئة التي يعيش فيها (الأسرة، الشارع، المدرسة، التلفاز...)، وبما أن هذه البيئة تسبّح بحمد الله فأكيد لن تجده يسبّح بحمد الشيطان.
فهل هناك من قام بتجربة وضع رضيع في غابة مهجورة لمدّة معيّنة ثم رصد سلوكه؟؟؟ فإن كان هذا الرصد قد أفضى إلى نتيجة تفيد بأن هذا الرضيع الذي كبر في الغابة.. أظهر في سلوكه مناشدة للدين.. عندها بإمكاننا أن نجزم بأن الإنسان العادي ينشد الدين في سلوكة. لكن أن نستنتج أن الإنسان العادي يناشد الدين في سلوكه إنطلاقا من تجربة احتضنتها بيئة دينية، فهذا تعسّف على الواقع.
-

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

ضد ظلامية العصـــر

ــ
في قهقهة التاريخ المتقدّم عبر الإمكانات المتضاربة، يحتضر عالم بكامله، ويتهيأ للولادة آخر. تتفكك نُظُم من الفكر والإقتصاد والسياسة يصعب عليها الموت بغير عنف، تتصدّى لجديد ينهض في حشرجة الحاضر وتقاوم في أشكال تتجدد بتجدد ضرورة إنقراضها، تنعقد بين عناصرها المتنافرة تحالفات هي فيها مع الموت على موعد يتأجّل.
إذن، فليدخل الفكر المناضل في صراع يستحث الخطى في طريق الضرورة الضاحكة. فهو اليانع أبدًا، وهو اليقظ الدائم، في الحركة الثورية ينغرس ويتجذّر. يستبق التجربة بعين النظرية، ولا يتخاذل حين يُفاجأ: يتوثب على المعرفة ويعيد النظر في ترتيب عناصره ليؤمّن للنظرية قدرتها على التشامل، ورحابة أفق يتّسع لكلّ جديد.
هكذا يكتسب كل نشاط نظري طابعًا نضاليًّا، ويتوق كلّ نشاط ثوري إلى أن يتعقلن في النظرية، فتتأكد، بإلتحام الناشطين في الملموس التاريخي، ضرورة الفكر العلمي في أن يكون ثوريًّا، وضرورة الحركة الثورية في أن تكون علميّة.

المهدي عامل (نقد الفكر اليومي).

الأحد، 21 سبتمبر 2008

الحمائم البيض Les Colombes

ــ
العـــــــــركة


حكم الفلاســفة

ــ
ما رأيك في حكم الفلاسفة؟

حكم الفلاسفة!!!
هذه الفكرة تداولها وبشّر بها العديد من المثقفين (مفكرين، شعراء، أدباء، فنانين تشكيليين، مسرحيين،...) كمساهمة منهم في تفعيل حلولٍ قد تجنّب البشرية حماقات الحكام الجهلة.
فحكم الفلاسفة هو حكم الصفوة العاقلة في المجتمع، وهو نقيض لحكم الحثالة المتحكمة في الثروة والفاقدة للحكمة. هذه الفكرة، ولئن تبدو مغرية، فهي تحمل مغالطة، وكنه هذه المغالطة يكمن في تقديم الحاكم وكأنه صاحب السلطة الفعلي. فبنظرة خاطفة على تاريخ المجتمعات نتبيّن أن صاحب السلطة _ وعلى مرّ العصور _ هو الذي يملك ويتحكّم في الثروة (الأسياد في المجتمعات العبودية، الإقطاعيين في المجتمعات الإقطاعية، الرأسماليين في المجتمعات الرأسمالية..)، أما الحاكم فهو موظف إداري من نوع خاص، يقع تكليفه بتشكيل الحكومة.. بالجلوس على هرم السلطة.. ويسقط ويخلفه حاكم آخر ليواصل السهر على حماية أمن وأموال أصحاب السلطة الفعليين.
أكيد، أنه في عديد البلدان وخاصة في ما يُعرف بالعالم الثالث، يكون الحاكم هو ذاته صاحب السلطة، لكن لو كشفنا ملفاته سنجده موظف لدى الشركات الإحتكارية العالمية.. لذلك، فالحاكم حتى وإن كان فيلسوفا، فهو يحكم وفقا لضرورة الإقتصاد وليس بوحي من نزوات فكرية تراوده فيستجيب لها. وهذه الفكرة، أي حكم الفلاسفة، لها رواج أيضا عند رجال الدين، مع فارق بسيط، حيث يغيب حكم الفيلسوف ليحضر : حكم الفقيه، ولاية الفقيه، الحاكم بأمر الله، خليفة رسول الله، المعصوم، التقي، الورع، الزاهد في الدنيا،.. وتاريخنا يشهد لهم كم كانوا أتقياء في دمويتهم.
ــ

الأحد، 7 سبتمبر 2008

أسقف روعــــــــة

-
يتمتَّع أسقف جوهانسبرغ ديسموند توتو المناهض لسياسة التمييز العنصري والحائز على جائزة السلام عام 1984 بطلاقة اللسان وسرعة الخاطر والنكتة اللاذعة. وفي القداس المسكوني الذي أقامه في نيويورك في شتاء عام 84 قال: عندما جاء المبشرون إلى إفريقيا كان لديهم الكتاب المقدس وكانت لدينا الأرض، وقالوا لنا " فلنصلّـي.."
وأغمضنا عيوننا للصلاة، وعندما فتحناها وجدنا الكتاب المقدس في يدنا بينما أصبحت الأرض في يديهم.
-
«مع الشكر لـ عشتااااار».
-

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

سقوط الإشتـــراكية!!!

-
كيف تفسّر سقوط الأنظمة الإشتراكية في دول أوروبا الشرقية؟

بداية،
هل هناك فرق بين النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي؟؟؟
أكيد،
الفرق الرئيسي بين الاشتراكية والرأسمالية هو شكل ملكية وسائل الإنتاج (الأرض، المصنع، الشركة، البنوك..).
النظام الرأسمالي يعتمد على الملكيّة الخاصة، أي أن الطبقة البرجوازية الماسكة بالسلطة هي التي تمتلك وسائل الإنتاج. بينما في النظام الاشتراكي تكون وسائل الإنتاج ملكا للمنتجين (العمال والفلاحون).
في أوروبا الشرقية، وعلى إثر سقوط أحزابها الحاكمة، هل كانت وسائل الإنتاج ملكا للمنتجين فتحولت ملكيتها للرأسماليين؟؟؟؟
لنأخذ مثال بولونيا ونقابة تضامن،
في هذا البلد كان الحزب الحاكم يسمّى الحزب الشيوعي، يعني نظريّا العمال هم الذين يملكون وسائل الإنتاج، فتحركت نقابة تضامن (وهي إتحاد النقابات العمالية) وأسقطت الحزب الشيوعي الذي كان يحكم، وأصبح ليش فاليزا زعيم نقابة تضامن هو رئيس بولونيا.
وهنا أتساءل : هل أن العمال البولونيين الذين يمتلكون وسائل الإنتاج تحركوا وانتفضوا وقاموا بثورة من أجل أن تصبح وسائل الإنتاج ملكا للرأسماليين؟؟؟؟
يعني، ببساطة شديدة، مجموعة عمال يمتلكون مصنع ويشتغلون فيه، يقومون بثورة من أجل أن يصبح هذا المصنع ملكا لأحد الرأسماليين وهم أجراء فيه!!!!!!!
إن كان هذا ما وقع في بلدان أوروبا الشرقية وفي الإتحاد السوفييتي... فعلى البشرية مراجعة مداركها العاطفية حتى لا أتورط وأقول مداركها العقلية.
المهم،
الإتحاد السوفييتي وعلى إثر ثورة 1917 البلشفية، باشر في البناء الإشتراكي، هذا البناء لم يكن مفروشا بالورود، بل هو ثمرة لصراعات طبقية أفرزت صراعات سياسية، وهذه الصراعات تكثفت في صلب الحزب البلشفي ذاته وشهد ذروته بين الخط الإشتراكي (ستالين) والخط الليبرالي (تروتسكي).
بإنتصار الخط الإشتراكي، حقق الإتحاد السوفييتي نجاحات عظيمة حيث أصبح أكبر قوّة إقتصادية وعسكرية تضاهي قوة أمريكا وأوروبا الغربية مجتمعة.
الإتحاد السوفييتي أعطى دفعا لكل القوى المناهضة للرأسمالية وللإمبريالية في جل مناطق العالم، حيث سقطت أنظمة رأسمالية وأنظمة إقطاعية و قامت على أنقاضها أنظمة إشتراكية، لكن الصراع لم يخمد بل تواصل ولا يزال مستمرا بين من يُنتج ولا يملك وبين من لا يُنتج ومع ذلك يملك.
صحيح أن الرأسمالية كسبت معارك، لكنها لم تكسب الحرب، فالصراع لا يزال هو سيّد الموقف، والتاريخ لم يقل كلمته الأخيرة بعد.
فبلدان أوروبا الشرقية والتي تهاوت أحزابها الحاكمة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، لم تكن اشتراكية بل رأسمالية (رأسمالية الدولة)، حيث كانت الدولة هي التي تمتلك وسائل الإنتاج.
_