الأحد، 1 نوفمبر 2009

الديمقراطية، ماذا تعني بالنسبة لك؟ ما هي الديمقراطية في الماركسية؟ هل تتعارض أو تتوافق الديمقراطية مع الماركسية؟

_
وكما يقول المثل : هات من الآخر، سأبدأ من السؤال الأخير، السؤال يقول : « هل تتعارض أو تتوافق الديمقراطية مع الماركسية؟» ومعين الماركسي يجيب : إذا تعارضت الديمقراطية مع الماركسية فأنا أرفضها، وإذا إتفقتْ معها فلا حاجة لي بها.

أكيد، كل من يقرأ هذا الكلام، وخاصة عندما يكون ديمقراطي، سيلعن أبو الماركسية على أبو معين على أم الشيوعية.. لكن المشكل أن هذا اللعن لا يصلح حتى لمقايضته بالتراب (يعني لا قيمة له). والسبب أن كلّ من هبّ ودبّ يرفض الديمقراطية عندما لا تتفق مع مصالحه، والأمثلة كثيرة، وهذه بعضها :

• تشافيز ديكتاتور!!!، هذا ما يقوله الديمقراطيون عنه، رغم أن وصوله للسلطة كان وفق إنتخابات لا غبار عليها...

• حزب إسلامي ينجح في إنتخابات ديمقراطية، فتزلزل الأرض زلزالها وتخرج أثقالها ويقول الليبرالي مالها..

• حزب نازي ينجح في إنتخابات في قارة الديمقراطية (أوروبا)، فتُعلن حالة الإستنفار القصوى في صفوف القوى الديمقراطية...

• بوريس يلسن يحاصر البرلمانيين في كعبتهم ويضربهم بالمنجنيق، فيخبروننا بأنه يدافع عن الديمقراطية...

• زعيم اليمين الفرنسي (لوبان) يفوز في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، فيخرج الديمقراطيون في مظاهرات ينددون..

الأمثلة كثيرة، لكن هذا لا يعني أن الأمثلة هي القاعدة، ولا يعني أيضا أنه يمكننا رصد القاعدة إنطلاقا من أمثلة متناثرة، فالديمقراطية كقيمة تستهوي الجميع لكنها كمفهوم يفترق حولها هذا الذي نتصوّره "جميع"، فهذا "الجميع" هو طبقات ذات مصالح متناقضة، لذلك تتناقض المفاهيم حول الديمقراطية، وتاريخيا أنتجت البشرية عدّة مفاهيم حول الديمقراطية، أهمها المفهوم الماركسي الذي لا يُهمل البعد الطبقي للديمقراطية. وهنا أصل للسؤال الثاني : « ما هي الديمقراطية في الماركسية؟ » الديمقراطية في مفهومها الماركسي لا تنفصل عن الديكتاتورية بل هي الوجه الثاني للديكتاتورية، فديكتاتورية البروليتاريا تعني ديمقراطية الطبقة العاملة، والديمقراطية البرجوازية تعني ديكتاتورية البرجوازية. وحتى تتضح المسألة أكثر، أقول : كثيرا ما نقرأ أو نسمع أن : الديمقراطية هي حكم الشعب، هي إختيار الشعب لمن يحكمه عن طريق صندوق الإقتراع. لكن، هذه المفاهيم تحمل مغالطة، فالشعب منقسم إلى طبقات إجتماعية ذات مصالح متناقضة، والطبقة أو الإئتلاف الطبقي الذي يتحكم في شرايين الإقتصاد (الشركات، البنوك، وسائل الإعلام...) هو الذي سيفوز في أي إنتخابات مهما كانت شفافية ونزيهة كما يقال. فلو أخذنا المثال الأمريكي على سبيل الذكر، فلا أحدا ينكر أن هناك أحزابا تتنافس، لكن في الأخير هذه المنافسة تنحصر بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، والسبب أن هذين الحزبين هما في الواقع إئتلاف شركات تتحكم في الآلة الإعلامية الضخمة التي تفبرك الرأي العام. لذلك، فهذه الديمقراطية التي يروجون لها هي في التحليل الأخير شكل من أشكال الديكتاتورية التي تحمل قناع التعدّد، وهي ما يسمّى بالديمقراطية البرجوازية أو ديمقراطية رأس المال. فكلّ طبقة اجتماعية تصل إلى السلطة يكون شكل حكمها ديمقراطي بالنسبة إلى حلفائها، وهو ديكتاتوري في نفس الوقت بالنسبة إلى أعدائها. فالفصل بين الديمقراطية والديكتاتورية هو فصل اعتباطي، فلا يوجد هناك حكم ديمقراطي في المطلق وآخر ديكتاتوري في المطلق. وكثيرا ما يتحفنا الإخوة "الليبراليون العرب الجدد"، بتنظيرات من نوع أن الديمقراطية في الغرب (يقصدون الديمقراطية البرجوازية) تعطي هامش كبير من الحريّة، وتسمح بالنقد، وبتعدّد الآراء والأحزاب والتنظيمات، وبالتداول... هذا الكلام صحيح، لكن هناك عدّة ملاحظات يمكن الإشارة لها:

* كثيرا ما نسمع أن الوزير الفلاني أو رئيس الحكومة الفلانية وقعت محاكمته، وأكيد هذا الخبر يجعلنا أمام إختيار وحيد : الديمقراطية في الغرب الرأسمالي هي قمّة التحضّر. لكن لو تفحّصنا التهمة الموجهة لهذا الوزير، سنجدها : الرشوة، سوء إستعمال النفوذ، التهرب من الضرائب،... يعني، لا تجد تهمة من نوع : إستغلال العمال، طرد العمال، شن الحرب على دولة مجاورة، إستعمار بلد...

* الأحزاب في البلدان الرأسمالية، هي ائتلاف شركات، لذلك فإن أحزابها الحاكمة هي نسخة من مجلس إدارة مجموعة شركات، تكون الكلمة الأخيرة فيها للشركة الأقوى، وهنا لا يهمم من يكون إسم رئيس الحزب بقدر إهتمامهم بالسياسة التي سينتهجها الحزب. أما في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث، أي بلدان الإقطاع بأنواعه العشائري والقبلي والطائفي... فأحزابها الحاكمة هي نسخة من مجلس العشيرة يكون فيها رئيس الحزب بمثابة شيخ العشيرة أو القبيلة، لذلك لا يغادر موقعه إلا بأمر من عزرائيل كما يقال، ويخلفه إبنه في غالب الأحيان.

وفي الأخير، أختم بالسؤال الأول : « الديمقراطية، ماذا تعني بالنسبة لك؟ » صحيح أن هذا السؤال يمكن الإجابة عليه بـ : الديمقراطية بالنسبة لي تعني حرية التعبير، وحرية إختيار الحاكم، وفصل السلطات، وإستقلال القضاء.. لكن هذا لا يفي بالغرض، لأنه محل إتفاق (على المستوى النظري) بين الجميع. لذلك، سأتحدث عن الديمقراطية التي أسعى لها، والتي أختلف حولها مع عديد الأطراف.

أولا : ديمقراطية العمال أو ديكتاتورية البروليتاريا حاليا لا تعنيني، لأن مجتمعاتنا العربية ليست مجتمعات رأسمالية حتى نبحث عن هذا النوع من الديمقراطية.

ثانيا : الديمقراطية البرجوازية، كان من الممكن أن تسود في المجتمعات العربية، لكن الإستعمار لم يترك لها أي أمل حين قضى على التطور الطبيعي لهذه المجتمعات.

ثالثا : الديمقراطية الشعبية، وهي ليست منفصلة عن المسألة الوطنية أو قل عن التحرر الوطني من الهيمنة الإمبريالية. فالوطن العربي خاضع في جلّ أقطاره إلى الهيمنة الأمريكية البريطانية الفرنسية (اقتصاديا وسياسيّا وثقافيّا)، وهو خاضع أيضا إلى استعمار عسكري مباشر في العراق وفلسطين. هذا الوضع أفرز استقطابا طبقيّا في كلّ قطر، فمن جهة برجوازية عميلة متحالفة مع الإقطاع وتسيطر على السلطة السياسيّة وتتحكّم في كل دواليب الإقتصاد والثقافة.. ومن جهة ثانية طبقات شعبية ( عمال، فلاحين، أجراء، موظفون، برجوازية وطنية...) رازحة تحت الاضطهاد والقمع المادي والفكري والثقافي... هذا الاستقطاب ليس أبدي، وبالإمكان فعل الكثير من أجل محاصرة نتائجه السلبية، كخطوة نحو تغييره تغييرا جذريّا لصالح الطبقات الشعبيّة. ومن هنا يبرز دور الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في الدفع نحو خلق حركيّة سياسية وثقافيّة من شأنها أن تساهم في بلورة ثقافة وطنيّة ديمقراطيّة نقيض للجهل والشعوذة والتخلـّف ومعاديّة للهيمنة الاستعمارية، ومن شأنها أيضا أن تخلق قطب سياسي نقيض للقطب الرجعي الذي يتصدّر المشهد السياسي والثقافي والإعلامي...
__

ماذا تعني لك الحريّــة؟

الحريّة بمفهومها المطلق هي عدم الخضوع إلى أيّ قيد. وهذا غير ممكن، فهناك على الأقل قوّة جاذبية الأرض التي تمنعك من الطيران. لذلك فالحريّة بإمكاننا أن نفهمها على أنها السعي للتغلّب على القيود، وهذه القيود أنواع : منها ما هو طبيعي (الجاذبية.. حرارة الشمس.. البرد..)، ومنها ما هو اجتماعي (عادات.. تقاليد.. دين.. استغلال.. اضطهاد.. ). القيود الطبيعيّة لا يمكن إلغاؤها، بل يمكن الحدّ من تأثيرها اعتمادا على العلم والتكنولوجيا.. كإستخدام قوّة الدفع المعاكس لقوّة الجاذبية (الصواريخ.. الطائرات..). أما القيود الإجتماعية فيمكن إلغاؤها إعتمادا على نضال القوى المتضررة منها، وهذا النضال يبدأ بالرفض الفردي ويمكنه أن يصل إلى العصيان والتمرّد الجماعي على هذه القيود. لذلك، وإنسجاما مع سؤالك أقول : حريّتي موضوعية أكثر منها ذاتية، لأن حريّتي الذاتية بإمكاني أن أمارسها في بيتي بسهولة، لكن الأمر سيكون صعبا جدّا لو أشعلتُ سيجارة في عزّ الضهر وفي شهر رمضان وأنا أتمشى في الشارع.
_

التصوف

_
في مرحلة تاريخية ما، أعتقد في منتصف القرن الهجري الأول، عندما تفجر الصراع على السلطة بين صحابة رسول الله (المبشرون بالجنة)، برزت ظاهرة التزهّد كرد فعل سلبي على هذا الصراع الدموي، وأقول سلبي، لأنه إتخذ شكل عزلة، لا عن أحداث الصراع السياسي فقط، بل عن كل حركة النشاط العملي الإجتماعي بوجه عام. هذه الحركة بدأت سلبية عدمية، ثم أخذت طريقها إلى التحول نحو ملاذ ورمز لمعارضة الإستبداد السياسي والظلم الإجتماعي، ثم مضت في تطورها حتى تحولت الى شكلها الأعلى : التصوف. والتصوف هو شكل أعلى للتزهد لأنه يعبّر عن موقف إيديولوجي، حيث برزت مطارحات حول : نظرية المعرفة، الظاهر والباطن، الموقف من الشريعة، الإشراق، وحدة الوجود... لذلك، فالمتصوفة الإسلاميين والذين هم نتاج للصراعات الإجتماعية على مستوى الفكر في عصرهم، كان لهم دور إيجابي في دفع حركة التفلسف حيث برزت عدة مدارس فلسفية ساهمت في تقديم إضافات للفكر الإنساني.
__

الدعــارة

_
ما يسمّى بالدعارة هو علاقة جنسية بين طرفين خارج إطار مؤسسة الزواج، هذا تقريبا ما هو سائد عند الناس.
* تاريخيّا، العلاقة الجنسية بين طرفين لم تكن تحتاج لأيّ تقنين، لأن القانون تُصدره هيئة أو جهة قانونية، والناس لم يصنعوا قوانين إلاّ في مراحل متأخرة من تطوّر مجتمعاتهم (ظهور الدولة). لذلك، فالقانون هو الذي منع هذه العلاقة الجنسية التي كانت متاحة لكل من رغب فيها، وجعلها خاضعة لإذن مسبّق من الحكومة وفق تراتيب قانونية (عقد قران). يعني، بالنهاية، ما يُسمّى دعارة هو ممارسة لحق طبيعي يمنعه القانون.
* دينيّا، الدعارة هي ممارسة الجنس دون قراءة الفاتحة، هذا هو التفسير الوحيد الذي وجدته في الدين الإسلامي، فالزواج على الطريقة الإسلامية يشترط قراءة الفاتحة فقط.
__

الخميس، 22 أكتوبر 2009

أوكـــــــاموتو

Photobucket

أوكـــــــاموتو

أحبّك يا أوكاموتو
أحبّك يا أخي الإنسان
ولستَ أخي في الدين
ولستَ بقارئ القرآن
ولستَ من «خير أمّة قد أخرجت للناس»
فحين حُبول البركان
تذوبُ جميع الأجناس..
وتسقطُ كلّ الأديان!
سقطت كلّ التيجان!..
مات أبطال الرّوم
ومات أبطال اليونان
ومات عنترة وعليُّ إبن السلطان
مات جميعُ الأبطال..
وما زال الإنسان!

- المختار اللغماني -

Photobucket
_ * _
_ * _

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

مداخلة محذوفة من منتدى

-
اقتباس:
عجبا منك ياروني
أنت تدعوا لتمزيق المجتمع البدوي الذي حتى معجزاته كتابة !
عجبا منك .......!


يـــا سلام..
حذف غرفة للحوار العام هو تمزيق للمجتمع البدوي!!!!!
يـــا سلام.. يا سلام.. وكأنّ وجود غرفة للحوار العام هو تكريس للمجتمع البدوي...
يظهر أن هذه من علامات الساعة حيث إنقلبت المفاهيم وشرقت الشمس من الغرب..

اقتباس:
ومن سيناقش أزمة العراق والعراقين وأين
وكيف يقضي العاطلين جيران القواعد الأمريكية وقتهم للحديث عن الأحتلال الأمريكي للعراق

وما المشكل في مناقشة أزمة العراق؟؟؟
هلّ حرّمها السيكستاني لاسمح الله؟؟؟
أكيد ستقول أن هذا تدخّل في الشؤون الداخلية للعراق، وأكيد أنك لن تستطيع أن تقنعني بأن الإدارة الأمريكية التي تناقش يوميّا كلّ ما يتعلّق بالعراق هي إدارة منتخبة من طرف العراقيين.

اقتباس:
وأين يفرغ المرضى السيكوباثيين شحنات عقد النقص التي ستتضاعف عندهم

النقاش هو علامة صحيّة، وكل من يناقش هو إنسان سليم من الناحية العقلية، أما المتبرّم من النقاش فهو بالتأكيد يعاني من عقد النقص السيكوباثية والحوثية والجرثومية والكارثية والعبثية والبعثية ههههه.

اقتباس:
وأين سيتفلسف الجبناء الذين يقبعون خلف الشاشات للهتاف والصراخ الفقاعي بينما رجل الأمن يرفع يده متأهبا لضربه كالعبد

إلى حدّ علمي أننا جميعا نقبع أمام الشاشات لا خلفها، لكن يظهر أنك أنت تقبع خلفها.. لذلك سنعذرك لكل ما قلته وتقوله وستقوله.. فالقابع خلف الشاشة حين يلاعب الكيبورد يكتب بلاوي هههههههههه.

اقتباس:
أين سيتعبد ويتهجد هؤلاء لأصنامهم المخصيين

كيف عرفت أن هذه الأصنام مخصيّة؟؟؟
هل جرّبتها؟؟؟
من ناحيتي لم يسبق لي أن قمتُ بهكذا تجربة، ولن أفعلهــا.

اقتباس:
أين سيعزف مدمني النضال التحريري وأشباه الرجال سيمفونية النصر

مرّة أخرى تتحدث عن أشباه الرجال، ما حكايتك بالضبط؟؟؟
على قول عادل إمام، أنا واثق من نفسي، فلي 3 أولاد وبنت، وهذا سبب كاف ليجعلني رجّال بالمفهوم الإقطاعي.

اقتباس:
وأين تعوي كلاب القائد أبو اليتامى والمساكين الله يطيل في عمره ويحفظه ذخرا للشعب والوطن

إن كان صدام أبو اليتامى، فماذا ستقول عن بــوش؟
سأريّحك وأقول لك، هو أبو أبناء الشوارع، فشعاره هو: ليس لي أبناء بل لي مصالح، وإن كنت أنجبتُ في لحظة ما.. في مكان ما.. فسأتبرّأ ممّا أنجبت حين تحين ساعة هروبي..

اقتباس:
وأين سيمجد الأحياء الأموات شهداء وخراف العيد المباركة من صدام وهدام وروح بول ونام
أين ستنفجر الفقاقيع البلونية الفارغة التي أختمرت بحكم السنين منذ وعد بلفور الى الآن
وأين سيسمون الهزيمة نكسة والخيبة أنتصار والديناصور سلحفاة


الفقاقيع البلونية هــا أنني أفقعها الآن.

اقتباس:
وأين سيذهب من.......يناقش كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته
سأبول عليه وأسكر
ثم أبول عليه وأسكر
ثم نبول عليه ونسكر
مظفر النواب

يناقش كلّ قضايا الكون ويهرب من وجه قضيّته!!!!!
أكيد أن صاحب هذا الكلام هــو الشاعر مظفر النواب، ومن سخريّة التاريخ أن مظفر النواب هذا الذي أقام الدنيا وأقعدها حول فلسطين والقضية الفلسطينية.. بلع لسانه حين تعلّق الأمر بقضيّته هو (إحتلال أمريكا للعراق)هههههه.
كان عليه أن يبول ويسكر على جثّته القابعة الآن في أحد المستشفيات الأمريكية على نفقة المـــــــالكي.

الثلاثاء، 26 مايو 2009

الدين أفيــــون الشعوب

-
ما هو تحليلك لمقولة كارل ماركس الدين أفيون الشعوب.

لكلّ مقولة ظروفها التي قيلت فيها.
فكارل ماركس شأنه شأن أي مفكّر آخر، لا يمكن أن يكون كلّ ما يقوله صالحا لكلّ زمان ومكان، فإن كان في عهده الدين هو سلاح الطبقات الإقطاعية، من خلاله تبرّر الاضطهاد والإستغلال، حيث تصوّر البؤس والشقاء كإبتلاء من الله، وأن الناس ليس لهم سوى الرضا عن ما كتبه الله على جبينهم.. وأن السعادة لا توجد إلاّ في الآخرة.. وأن من سيخلّص البشرية من العبودية ليس نضالهم ضد من يستعبدهم وإنما هو المسيح أو المهدي الذي سيظهر في آخر الزمان.. إلى آخر المعزوفة..
أقول هذا الكلام، لأن في هذا العصر على الأقل، رأيت بأمّ عيني كيف ساهم الدين في بعض المناطق من العالم في تأجيج نضال بعض القوى ضد الإحتلال ومنها العـــراق.
فالذي يلبس حزاما ناسفا وهو مدفوع بشحنة دينية ويفجّر ذاته في تجمّع لقوات العدو، فهذا إن كان مخدّرا بالدين، فنعمَ هذا التخدير اللذيذ..
وهذا لا يعني أن الدين لم يعد أفيونا لتخدير الشعوب، فذات هذا العراق مثلا تجد فيه من يسوّق للإحتلال بإسم الدين، وهي مجموعة من الأحزاب وليست من طائفة واحدة: حزب الدعوة، المجلس الأعلى، الحزب الإسلامي، السيستاني...
ثمّ أن الدين حمّال أوجه (ليس القرآن فقط، فحتى الكتب الأخرى كذلك)، فالذي يقاوم يقول لك: وأعدّوا لهم ما إستطعتم..، والذي يساوم يقول لك: وإذا جنحوا للسّلم فأجنح لها..
المهم،
في هذا العصر لم يعد الدين فقط يمكن أن يكون أفيونا، فحتى العقلانية والديمقراطية والعلمانية والإشتراكية والشيوعية.. يمكن أن تكون أفيونا، والأمثلة كثيرة: فكثيرا من الأحزاب الشيوعية مثلا تجنّد أتباعها للدفاع عن الإحتلال وللدفاع عن الهيمنة الأمريكية في كلّ مناطق العالم بدعوى محاربة الإرهاب، وكأنّ أمريكا ليست أكبر قوّة إرهابية في العالم.
أكيد، هناك من سيقول أن هذه الأحزاب لا علاقة لها بالشيوعية، والأكيد أيضا أن هناك من سيقول أن الأحزاب الدينية لا علاقة لها بالدين..
لذلك، وبالنسبة لي لم يعد الفرز يعتمد على الموقف الكلاسيكي (شيوعي، إسلامي، قومي،..) وإنما الفرز الذي أجده مناسبا هو: وطني/عميل.

-

الأربعاء، 18 مارس 2009

السماء.. تحتنا أيضا !

-
كلّنا يعرف، تمام المعرفة، أنّ سيدنا عزرائيل محروم من جميع العطل، المدرسية والوطنية والدينية التي سنها البشر، بعد أن غادروا الفردوس، مطرودين، وفي أفواههم مذاق مرّ لتفاحة، كانت قبل ذلك بقليل، حلوة.
إنّه مشغول بالعمل ليل نهار. يوزّع الموت، بالعدل والقسطاس، على الحيوان والجنّة والناس. لا يفرّق بين أرواح عفنة وأخرى طاهرة، هذا إذا أمكن له العثور على أرواح طاهرة، بطبيعة الحال، بعد أن فعلت الثقافة فعلها في بني البشر.
ومع أنّنا نعرف ذلك بالقدر الذي نجهل به مصائرنا، فإنّ أغلبنا يتلكّأ في الاستجابة لدعوته لنا بمغادرة الحياة على الفور، وكأنّ للرجل وقتا، شبيها بوقتنا المبدّد، يسمح له بتكرار الكلمات وتمطيط الجمل وتنغيم الحروف على طريقة الخطباء. وما أكثرهم في جوامع اللغة العربية وتجمّعاتها وجامعاتها.. بل ما أكثرهم حتّى في المفرد والمثنّى.. وفي الجسد الواحد وظلّه الواحد.
لكأنّ أيّاما إضافيّة أو شهورا هزيلة تنضاف إلى وجودنا الحيواني، على سبيل التوسّل لملك الموت، كافية للتدليل القطعي على أنّ الحياة، ذاتها، قد شرفت بنا ولو لدقيقة واحدة طيلة حياتها كلّها.
لكأنّ ما خسرناه بالإضراب عن أداء واجباتنا، لمّا كانت الحياة ممكنة، سوف نربحه بالندم على وقت ثمين، تمّت إتاحته لنا، فلم نستطع أن نحوّله لا إلى زمن ولا إلى تاريخ !!
في مثل حالتنا، نحن الفرادى داخل لغة تجمعنا بقوة النحو والسيف، لغة لا يهمّها أن تتذكر المستقبل بقدر ما يهمّها التباهي بما تتصوّره أبديّا في منجزات ذكور ماتوا، مقتتلين ومقتولين، منذ مئات السنين، دون أن يتركوا لعبدتهم حرّية الفرار من صحراء الجنّة الخضراء باتجاه جنان جهنّم الحمراء من باب تفعيل البنية التحتيّة للسماء :
السماء الواقعة تحتنا أيضا على عكس ما يظنّ أربعة أخماس العموديّين ومن جاورهم من أفقيّين فخورين بأن يكون لهم ربّ، لغوي، سرّي، غامض، لا يصلح لأن يكون مادّة للتأويل وذريعة لتصفية الحسابات بين البشر...
في مثل حالتنا، نحن الذين خصصنا، من دون أنظمة الدنيا قاطبة، بأنظمة حكم سياسية وراثية، يطيب لي، من هنا فصاعدا، أن أسمّيها أنظمة جنسية، لكونها أغارت على تقاليد الممالك والإمارات والسلطنات وأدخلتها، عنوة، في قاموس الجمهوريات، بحيث صار الفعل الجنسي، باعتباره إدخال شيء ذي حجم وكتلة في شيء مجوّف لزج، عن طريق الزواج أو المتعة، هو الآلية الصدفويّة الوحيدة للتربّع على سدّة الحكم حتى الموت أو الاغتيال أو الإقالة أو الانتحار أو الإعدام... أو الهروب مع السيدة الأولى باتّجاه حاكم مجاور يستعدّ، هو الآخر، للهروب مع من بقي حيّا من عشيرته ونسله.
وفي هذا المجال علينا أن نفترض أن خيانات زوجيّة عديدة قد تمّت، بالفعل، بين الأزواج والزيجات الحاكمة في منطقتنا، إذا ما أردنا، ومن باب التسلية، إقامة الدليل على أنّنا غير محكومين بأنظمة وراثيّة تناسليّة بالمعنى الجنسيّ الناتج، حصريّا، عن إدخال شيء في شيء أو عن تداخل شيئين في بعضهما البعض.
في مثل حالتنا، نحن الذين أرغمنا الله، على كتابة آخر رسائله، وقتلناه قبل أن يقتله فريدريك نيتشة، وتنسّبه النسبيّة.. ثم زدنا.. فقايضنا جوهر الحرّية بأسمال الحقيقة إلى حدّ لم يعد ممكنا معه الوصول إلى ديمقراطيّة لاعن طريق الأنظمة الحاكمة ولاعن طريق المعارضة الحالمة ولاعن طريق الأصوليّين التكفيريين بطبيعتهم ولا عن طريق التبشير والاحتلال سواء أكان مباشرا أم غير مباشر.
في مثل حالتنا، وحتّى لا يطول هذا الاستطراد الذي عليه أن يطول، لأسباب تكرارية، يتطلّبها إيقاع أرواحنا المنتحبة، وحتّى لا نعطّل السيد عزرائيل عن أداء الوظيفة الإداريّة الوحيدة الموكولة له، يتعيّن علينا أن نستثمر تطيّرنا من الحياة ونبادر ببيع ما تبقّى سليما من أعضائنا (قلوب..كلى..أكفّ..ألسنة..مُقل..إلخ) إلى من لديهم رغبة في مزيد الحياة.
وأيّ عجب في الأمر ما دمنا سنقبض أموالا طائلة، مقابل التنازل عن أجسادنا، وسنوفّر على أبنائنا عقوبة أن يكونوا مثلنا وأن يكون، داخل أجسادهم، أعضاء تذكّرهم بنا.
- محمد الصغير أولاد أحمد

الأحد، 4 يناير 2009

Kwark الناصر خليل



سلمت أياديكم أيها البواسل و حيث ثقفتموهم.

الرفيق العزيز خليل،
يقول الشاعر محمود درويش : أرضنا ليست بعاقر، وفعلا، وبعد سقوط جدار برلين وانهيار جل حركات التحرر الوطني، ها أن البشرية، وتحديدا الشعب العراقي، يـُنتج أعظم حركة تحرر وطني في العالم. فالإمبريالية الأمريكية التي خرجت من حربها الباردة منتصرة توهّمت أنها قادرة على مسك رقاب الشعوب بقبضة من حديد، أقول توهـّمت لأن إنتصارها على المعسكر الشرقي لم يكن إنتصارا إثر مواجهة عسكرية وإنما إثر إنسحاب الخصم بفعل تناقضاته الداخلية.إنتصارات أمريكا هو وهم، هذا الوهم أنتجته آلتها الإعلامية، فالإعلام وما أدراك ما الإعلام، هذا هو سلاحها، وقوّتها تكمن في التضليل.أمريكا لم تدخل في أي مواجهة عسكرية مباشرة وإنتصرت. في كلّ معاركها تدفع بعملائها إلى المحرقة وتجعلهم في الواجهة للتتصدّر هي الواجهة الإعلامية. في الفيتنام إنهزمت لأنها وجدت من يواجهها ويكيل لها الصاع صاعين. في الحربين العالميتين كانت تدفع ببريطانيا وبفرنسا وببقية دول الحلفاء، وما أن تشارف الحرب على الإنتهاء حتى تتدخل لتسند وتجني. في العراق هزيمتها من تحصيل الحاصل لأنها وجدت شباب يعشق الكرامة قبل الدولار. فإن كانت أمريكا المتقدّمة جدّا تفقد صوابها يوميّا على يد العرب المتخلفون جدّا، فعلى عشاق أمريكا أن يراجعوا مداركهم العقلية قبل أن يراجعوا حساباتهم البنكيّة. فالإمبريالية الأمريكية التي تسلـّحت بهذا الوهم مندفعة نحو آبار البترول العراقية، كانت تُمنـّي النفس بوليمة سهلة تُمكـّنها من تمويل تمدّدها العسكري في باقي أصقاع العالم، فالعراق يعوم على بحر من البترول، وهذا البترول لو قدّم لها الولاء والطاعة سيبايعها العالم على رقابه.في التاسع من أفريل تحوّلت بغداد إلى رماد، وكما يقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي مخاطبا الإستعمار الفرنسي : "حذار فتحت الرماد اللهيب..."، وفعلا، ما أن داست حوافر الأمريكان أرض العراق حتى إحترقت بلهيب المقاومة الوطنية العراقية. ويضيف الشابي: إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةْ فلا بدّ أن يستجيبَ القدرْ، وأضيف : أيّ بلد يتعرض إلى إستعمار عسكري مباشر يفرز مقاومة مسلحة، طال الزمن أو قصر.
العراق العظيم، وحدة قيس الزمن فيه ليست السنة أو الشهر ولا حتى اليوم، إنها الأنغشتروم من الثانية. ما أن هلّ الإستعمار حتى إستقبلته المقاومة بالورود من الوريد إلى الوريد، تلك إرادة الشعوب وإرادتها يخرّ لها القدر.
وقديما قال نيوتن : الفعل يولـّد ردّ الفعل، وحديثا تؤكد المقاومة إنها الإبنة الشرعية لنظرية أبو الميكانيكا، لكن الأغبياء عشاق الشعوذة يتحفوننا بنظرية غريبة مفادها أن الفعل لا يولـّد ردّ فعل إن كان هذا الفعل أمريكيّا، فأبشروا يا بشر، فالأمركة تجعل العلم يحتضر.فسلمت اياديكم ايها البواسل و حيث ثقفثموهم.

تحياتي