الأحد، 4 يناير 2009

Kwark الناصر خليل



سلمت أياديكم أيها البواسل و حيث ثقفتموهم.

الرفيق العزيز خليل،
يقول الشاعر محمود درويش : أرضنا ليست بعاقر، وفعلا، وبعد سقوط جدار برلين وانهيار جل حركات التحرر الوطني، ها أن البشرية، وتحديدا الشعب العراقي، يـُنتج أعظم حركة تحرر وطني في العالم. فالإمبريالية الأمريكية التي خرجت من حربها الباردة منتصرة توهّمت أنها قادرة على مسك رقاب الشعوب بقبضة من حديد، أقول توهـّمت لأن إنتصارها على المعسكر الشرقي لم يكن إنتصارا إثر مواجهة عسكرية وإنما إثر إنسحاب الخصم بفعل تناقضاته الداخلية.إنتصارات أمريكا هو وهم، هذا الوهم أنتجته آلتها الإعلامية، فالإعلام وما أدراك ما الإعلام، هذا هو سلاحها، وقوّتها تكمن في التضليل.أمريكا لم تدخل في أي مواجهة عسكرية مباشرة وإنتصرت. في كلّ معاركها تدفع بعملائها إلى المحرقة وتجعلهم في الواجهة للتتصدّر هي الواجهة الإعلامية. في الفيتنام إنهزمت لأنها وجدت من يواجهها ويكيل لها الصاع صاعين. في الحربين العالميتين كانت تدفع ببريطانيا وبفرنسا وببقية دول الحلفاء، وما أن تشارف الحرب على الإنتهاء حتى تتدخل لتسند وتجني. في العراق هزيمتها من تحصيل الحاصل لأنها وجدت شباب يعشق الكرامة قبل الدولار. فإن كانت أمريكا المتقدّمة جدّا تفقد صوابها يوميّا على يد العرب المتخلفون جدّا، فعلى عشاق أمريكا أن يراجعوا مداركهم العقلية قبل أن يراجعوا حساباتهم البنكيّة. فالإمبريالية الأمريكية التي تسلـّحت بهذا الوهم مندفعة نحو آبار البترول العراقية، كانت تُمنـّي النفس بوليمة سهلة تُمكـّنها من تمويل تمدّدها العسكري في باقي أصقاع العالم، فالعراق يعوم على بحر من البترول، وهذا البترول لو قدّم لها الولاء والطاعة سيبايعها العالم على رقابه.في التاسع من أفريل تحوّلت بغداد إلى رماد، وكما يقول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي مخاطبا الإستعمار الفرنسي : "حذار فتحت الرماد اللهيب..."، وفعلا، ما أن داست حوافر الأمريكان أرض العراق حتى إحترقت بلهيب المقاومة الوطنية العراقية. ويضيف الشابي: إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةْ فلا بدّ أن يستجيبَ القدرْ، وأضيف : أيّ بلد يتعرض إلى إستعمار عسكري مباشر يفرز مقاومة مسلحة، طال الزمن أو قصر.
العراق العظيم، وحدة قيس الزمن فيه ليست السنة أو الشهر ولا حتى اليوم، إنها الأنغشتروم من الثانية. ما أن هلّ الإستعمار حتى إستقبلته المقاومة بالورود من الوريد إلى الوريد، تلك إرادة الشعوب وإرادتها يخرّ لها القدر.
وقديما قال نيوتن : الفعل يولـّد ردّ الفعل، وحديثا تؤكد المقاومة إنها الإبنة الشرعية لنظرية أبو الميكانيكا، لكن الأغبياء عشاق الشعوذة يتحفوننا بنظرية غريبة مفادها أن الفعل لا يولـّد ردّ فعل إن كان هذا الفعل أمريكيّا، فأبشروا يا بشر، فالأمركة تجعل العلم يحتضر.فسلمت اياديكم ايها البواسل و حيث ثقفثموهم.

تحياتي