السبت، 19 أبريل 2014

برنامج هنا دمشق مع المفكر السوري العالمي الطيب تيزيني حاوره سعد الله الخ...

-

حوار الساعة: الطيّب تيزيني

-

لقاء اليوم - الطيب تيزيني

-

ضيف ومسيرة: المفكر والاقتصادي المصري سمير أمين

-


-


تعليق سمير أمين، مفكر اقتصادي على الأحداث المصرية

-

تأسيس الدولة بين مؤسس الجبهة الوطنية .. و د. سمير امين

-

حوار "بوابة الأهرام" مع الإقتصادي العالمي سمير أمين

-

سمير أمين: واشنطن مولت انقلابا فاشيا في اوكرانيا

-

جميع مقاطع النذل الروسي في مقطع واحد

-

اصغر من غنّت حوماني بإبداع فضيع : ستنبهر بصوتها و طريقة آدائها

-

Labes - Aynes Ben Ali / لاباس - ايناس بن علي

-

وردة | كلمة عتاب

-

الجمعة، 18 أبريل 2014

دفاعا عن حرية التعبير... الحوار الممنوع لأبو عياض

-

عوج الطاقيه - عفاف راضي

-

إحتمالات: محمد الصغير أولاد أحمد


هذه القصيدة قدّمها أولاد أحمد عند بداية إنتخابات المجلس التأسيسي، كان الجوّ مكهربا، يوحي بإنتصار ساحقا للحركة الإسلامية.
وضع إحتمالات لما ستؤول له نتيجة الإنتخابات، وقسّمها إلى حالات: حالة إنتصار القوى الرجعية، حالة إنهزامها.. وكيف سيكون ردّ الفعل.. ؟

إحتمالات

مقر القيادة الشعرية للثورة التونسية
حَالاَتُ الطريق
أولاد أحمد
علي سعيدان المقطعين: 12 و17

1
في حَالةِ انْتَصرُوا
سأخْرجُ للطريقْ
وأَعُدُّ أصواتي التي صَمتَتْ..
وأجلسُ في الطريقْ
لِتَمُرَّ قافلةُ الكَراهِبِ.. *
لنْ أقُومَ مِنَ الطريقْ
ومُمَدّدينَ: أنا وظلّي والخَسارةُ..
سوفُ نصْرخُ بالطريقْ:
أوْصلْتِهمْ.. وأضَعْتِنا:
شكرًا.. نُحبّكِ يا طريقْ

2
في حالةِ انْهزمُوا..
سأخْرجُ للطريقْ
وأعدُّ أصواتي التي نَطقتْ
وأرقُصُ في الطريقْ
لِتمُرَّ قافلةُ الكَراهبِ
لن أحِيدَ عنِ الطريقْ
ومُمَجَّدينَ
أنا وظلي والحَمامةُ
سوفَ نصرخُ بالطريقْ:
أوْصَلْتِنا وأضعْتِهمْ
شكرًا.. فأنتِ هيَ الطريقْ

3
في حالةِ انتصروا ولمْ يخْسرْ أحَدْ
وتزوّجَ الاثنانِ منْ يومِ الأحدْ
وتشابهتْ أيّامُنا..
وتواتَرتْ أعوامُنا
والرّيحُ، تلكَ الرّيحُ، غاضِبةٌ..
و تَعْبثُ بالغَريقْ
سأظل أبحثُ عن حروفٍ..
كيْفما رتّبْتَها.. تعْني: الطريقْ

4
في حالةِ انهزمُوا..
ولمْ ينجحْ سواكْ
يا نائمًا في قبركَ العالي..
ويَحْرُسُكَ الملاكْ
يا هامشَ النّيرانِ في مَتْنِ الحريقْ
سأكونُ جسْمَكَ ماشيًا..
ومُغنّيًا..
طولاً وعَرْضًا.. في الطريقْ

5
في حالةِ اقْتَتَلُوا..
ولمْ يظهرْ غُرابٌ في الأفقْ
وتبعْثرتْ أجسادُهمْ
وتطايَرتْ أرواحُهمْ
سيكونُ حَفْري للقبورِ مُباشرًا..
بطريقتي.
وعلى الطريقْ

6
في حالةِ انتصرَ السلاحُ على الكفاحْ
وتعَسْكرَتْ أجْواؤُنا ومياهُنا وتُرابُنا
وتلاَ البيانَ مُلازمٌ متربّصٌ..
باسمِ الكتيبةِ والفريقْ
سأظلُّ أبحثُ عنْ طريقٍ..
في الطريقِ.. إلى الطريقْ

7
في حالةِ احْتدمَ الصراعُ على الحدودْ
وتمكّنَ الجيرانُ منْ فرْضٍ القواعدِ والقُيودْ
خوْفًا من الثوراتِ..
مِنْ فَقْدِ العتيقةِ والعتيقْ
ستَرى لباسي أخْضرًا..
مثْلَ الحشيشِ على الطريقْ

8
في حالةِ ابْتدأَ الخطابُ بِ: "أيُّهَا"
وتتابعَ التصفيقُ حتى لا يُضافَ لأيُّهَا
معْنًى ولا مبْنًى عَدَا:
"أبدًا معكْ:
أنتَ المُخلِّصُ.. يا زعيمُ.. ويا رفيقْ"
ستكونُ لي طرقٌ ..
ومُفْرَدُها: طريقْ

9
في حالةِ اتّسعَتْ مجالِسُنا لِبتْرولِ الخليجْ
(أقْصدُ : اتّسختْ)
وحَرامُهمْ أضْحى حرامًا عنْدنَا
وحَلالُنا أضْحى حرامًا عندهمْ
وبلادُنا صارتْ قطيعَ مُهلّلينَ كما الحجيجْ
في حالة انطفأ الشعاعُ..
وزادَ.. فانْطفأَ البريقْ
سأكونُ، في الإسفلتِ، مثْلَ حصَى الطريقْ؟

10
في حالةِ اخْتَفَتِ النساءُ مِنَ البلادْ
وبَراقِعًا مُتشابهاتٍ صِرْنَ ما بيْنَ العِبادْ
حتّى إذا نادَيْتَ واحدةً..
وكنتَ تَظنُّها لَيْلاَكَ ..
أخْطأتَ المُسمَّى والقِلادةَ والأساوِرَ والعقيقْ
في حالةِ اخْتَفَتِ النساءُ أبي:
لِأُولَدَ مِنْكَ وحْدَكَ
في الشمالِ.. على الطريقْ

11
في حالةِ انْفردَ الشبابُ بتونس الخضراءَ
واحتلّوا المناصبَ كلَّها
/ سأكونُ شيْخًا عنْدَها /
وسُئِلْتُ:
ـ ما دخْلُ الشّبيبةِ في السياسةِ؟
لنْ أجيبَ بغيْرِ هذا:
ـ الشبابُ هُمُ الطريقْ
ـ معَهمْ سَمَاءٌ.. فلْتَطِرْ..
ما كنتَ في قفصٍ إلاّ لأنكَ لمْ تكنْ أبدًا طليقْ

12
لِيَا بَات الغَلـَب في بيوتنا
واتقـَلعَتْ الأوتاد
وضاعت عنَّا الطـُّرق وغدَات
نرعى بين النجوم ثنَايا
من قبل وموش اليوم
عندي مع النجوم حكاية
ومهما السماء بغيومها تسواد
ومهما تكاثرت وتعددت الأضداد
نلقى الطريق ما بين جاي وغادي
بين الثريا والدلو وشارع التبَّانة
ثَـَمْ، نرسُم طريق فريدة
ثـَمْ نبني من جديد فريقة
وتُسقام من بعد العناء الآيَّام
يَامَا اعْوَاجَتْ قَبْل وسقـَّمناها

13
في حالةٍ قدْ لا أكونُ ذكرْتُها
ولعلّني قدّرْتُـها ونسيتُها
خوفًا على مسودّتي..
من طولها.. من وزْنها
يبْقى لكمْ هذا الفراغُ...
..............................
..............................
مَؤونَةٌ... تكْفي الطريقْ

14
في كلِّ حالاتِ الطريقْ
سِعَةً وضيقْ
لا بُدَّ منْ أمْر نُحاولُهُ فُرادى أوْ معٌا
لا بُدَّ مِنْ معْنًى دقيقْ
لا بُدَّ مِنْ مبْنًى أنيقْ

15
في حالةِ اعتذرُ القتيلُ لقاتِلِهْ
وتقرّضَ الجرذانُ أرشيفَ الخيانةِ والرصاصْ
ورأى القضاةُ نقيضَ أمرٍ لمْ يروْا..
مُتلهّفينَ إلى التّطاوُلِ والقصاصْ
وتعيّنَ الظّلْمُ الرّهيبْ
وتحتّمَ السّجنُ السّحيقْ
سنعودُ مِنْ نفسِ الطريقِ إلى بداياتِ الطريقْ

16
في حالةِ الشعبِ الكريمِ إذا أرادَ ولم يُرِدْ
وتلعْثمتْ نَبَراتُهُ في المجلسِ المنْظورِ..
ثم أعادَنا لرُقادِنا
حِرْصًا على المجبُولِ
أيْ: خوفًا منَ المأْمولٍ والمجهول
فليسمح بتسْميتي لهُ:
"شعبي الشقيقْ"
وصدًى سيرْجعُ مُرْعِبًا:
ـ ضاعَ نجومُكَ.. يا طريقْ

17
كي يضن شعبي روحه غالب
وينبلج الفجر وهو مغلوب
ويضرب كـَف بكـَف
ولسان حَالَه يقول :"الله غالب"
وانضل آنا منكوب
ويبات الغلب بيني وبينه
وتذهب عليَّ طريقي
ويتيه وما يسرّب ثنايا قط
ونضيع هو وآناي
مابين المسارب ليلة
وممكن ألف ألف ليلة وليلة
لا يغيضك يا شعب،
منهُ مات....
ما يغيضك يا شعب كان الغلب وين بات.



 * الكراهبُ: مفردها:كرهبة بالدارجة التونسية وتعني:سيّارة.. ويقع استعمال أو عدم استعمال مُنبّهاتها في حالات النصر الجماعي أو الهزيمة الجماعية.. غير أن هذه الكراهب لم يقع استعمالها، منذ الاستقلال إلى الآن، إلا اثر مباريات كرة القدم.. ويتوقّع كاتب هذه السطور أن يكون لهذه الكراهب ومُنبّهاتها دور سياسي اثر الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيس المقرّرة ليوم 23 أكتوبر 2011

إلاهي: محمد الصغير أولاد أحمد

-

الأربعاء، 16 أبريل 2014

ماركس والبؤس


ماركـــس والبـــؤس

كارل ماركس "المأسوف دائما على غيابة" كان كثير مكبر عقله لما رد على كتاب برودون (فلسفة البؤس)، وفي ذلك الوقت كان "العمى بعيونه"، مش "العمى بقلبه"!!...، ليش كان يكتب ويصرف كهربا كثير.. أنو من كل عقله بيكتب للأجيال المقبلة.. (راجع قصيدة بريخت بعنوان "إلى الأجيال المقبلة"، وقصيدة ناظم حكمت بعنوان "رأس المال").
أنا متأكد أنه لم يخطر ببال ماركس أن يتشيع (من شيوعي) البعض ويتحولوا إلى "شيوعيين سنة" خاصة أنه في ذلك الوقت لم تكن قد تشكلت "إمارة الشرق العربي.
لم يخطر ببال ماركس وجود شيوعيين بالأردن ولا "حزب شيوعي أردني" ولا "إتحاد الشيوعيين السنة".. أصلا ما كان شايفنا على الخارطة ولا على Google Earth!!
لشو كان مغلب حاله "بفائض القيمة" و"المنافسة والاحتكار" و و و؟!
ليه ما الله طول بعمره شوي واجى زيارة على الأردن كنا كسبنا شوفته أولا وتعلم منا شوية اقتصاد سياسي ( وتعرف على اقتصاد السوق الغير المنفلت).
يا إتحاد الشيوعيين بشقية الأرثوذكسي والسني خففولنا الليبرالية واقتصاد السوق والخبز والحرية والعدالة الاجتماعية (الكنزيه)...

-   وبكون أحسن لو تطفو الكهربا.. أوفر.

Abdelmuttaleb Al-alami

الأحد، 13 أبريل 2014

هشام جعيط المفكر والمؤرخ التونسي في حوار مع احمد علي الزين

-

فرقة "وطن ع وتر" (عماد فراجين ومنال عوض) - مهرجان أيام جفناوية 2013

-

وطن على وتر - الحفلة التي تم إيقاف البرنامج لأجلها

-

برنامج البط الأسود - حلقة 41 - مع الملحد المغربي كريم مرابط

-

السبت، 5 أبريل 2014

شيء من -الجدل- ينعش الذِّهْن


شيء من -الجدل- ينعش الذِّهْن

جواد البشيتي 

ما أبْسَط "الجدل" وما أعْقَده في آن؛ وكَمْ هو مُهِمٌّ ومفيد وضروري لنا في النَّظَر إلى الأمور والأشياء جميعاً؛ فهو كان دائماً عند ماركس "زورق النجاة"!
وإنَّ من الأهمية بمكان أنْ يتمثَّل المرء أوَّلاً، وقَبْل كل شيء، "وحدة الضِّديْن" التي لا انفصام فيها أبداً.
وأنتَ لو نَظَرْتَ في ظاهرة بسيطة جدَّاً، بعَيْنَيْن لا تغشاهما أوهام، لوجدت فيها، واكتَشَفْتَ، كل بذور "الجدل"، ولَوَقَفْتَ على "مبادئ" و"قوانين" تَشْتَرِك فيها كل الظواهر والأشياء؛ أَلَمْ يَكْتَشِف ماركس في "السِّلْعة" كل بذور جَدَل النِّظام الرأسمالي؟!
أَلْصِقْ (بمادة لاصقة، يُمْكنكَ التغلُّب على قوَّتها اللاصقة بسهولة) ورقة بلوحٍ من الزجاج؛ ثمَّ اسْعَ في فَصْلها (شيئاً فشيئاً) عن لوح الزجاج، ناظِراً إلى هذه "العملية" بـ "عَيْن فلسفية"؛ فماذا ترى؟
ترى أنَّ "الفَصْل" عملية تَسْتَغْرِق وقتاً، يطول أو يَقْصُر؛ وأنَّه (أيْ الفصْل) يستمر ويزداد (وينمو) ما بقي "نقيضه"، ألا وهو (في هذا المثال البسيط) الالتصاق، أو الاتِّصال، أو الاتِّحاد.
متى تَبْلُغ هذه العملية نهايتها؟ متى تَكْتَمِل؟
عندما لا يبقى شيء من الالتصاق (الاتِّصال، الاتِّحاد) بين "الورقة" و"لوح الزجاج"؛ فمع بلوغ عملية "الفصْل" جزءها الأخير، لا يبقى من وجود لـ "الضَّديْن"؛ فالضِّدان يَظْهَران إلى الوجود معاً، وفي اللحظة نفسها، ويستمرَّان معاً، ويَذْهبان (يزولان) معاً.
ما الذي تراه قبل اكتمال (انتهاء) العملية؟
ترى "الالتصاق" و"الانفصال" معاً؛ فجزء من الورقة ما زال ملتصقاً، وجزء قد انفصل.
ما هو "الفَصْل"، فِعْلاً ووجوداً؟
إنَّه (في لغة الفلسفة) الالتصاق وقد نُفِيَ (أُلْغِيَ) واحْتُفِظَ به (اسْتُبْقِيَ) في الوقت نفسه؛ فَقَبْل أنْ يَقَعَ الانفصال، وحتى يَقَع، لا بدَّ أوَّلاً من وجود الالتصاق، ولا بدَّ ثانياً من نفي (إلغاء) وجوده، ولا بدَّ ثالثاً (وأخيراً) من الاحتفاظ به (لأنْ لا وجود، ولا بقاء، لأحد الضدين إذا ما زال الآخر).
ما هو أساس هذه العملية؟
إنَّه "الصراع"؛ ففيه، وبه، ومن طريقه، يأتي "الانفصال".
إنَّكَ ما أنْ تشرع تَفْصِل الورقة حتى تصطدم (وتُواجَه) بـ "مقاوَمَة"؛ فلا شيء يظهر إلى الوجود إلاَّ بعد التغلُّب على "مقاوَمَة"؛ فثمَّة قوى تُقاوِم حتماً ظهوره إلى الوجود.
ما أنْ تشرع تفصلها حتى يَسْتَثير فعلكَ هذا، وفي اللحظة نفسها، "قوى مضادة"، أيْ قوى تعمل في الاتِّجاه المعاكس والمضاد؛ وينبغي لكَ أنْ تصارعها، وتتغلَّب عليها، قَبْل، ومن أجل، تَحَقُّق "الفصل".
لا وجود إلاَّ لـ "أزواج من القوى"؛ فكل قوَّة لا تَظْهَر إلاَّ متَّحِدةً اتِّحاداً لا انفصام فيه مع نقيضها، أيْ مع قوَّة مضادة لها؛ إنَّهما تَظْهَران معاً، وتستمران معاً، وتختفيان معاً. اضربْ كرة بقدمكَ، فترى فعل قدمكَ في الكرة؛ فالكرة تحرَّكت، وإلى مسافة معيَّنة، قبل أنْ تتوقَّف؛ ولكن هل بقيت قدمكَ (الضاربة) بمنأى عن رَدِّ فِعْل الكرة (المعاكس في الاتِّجاه، المساوي في القوَّة)؟
كلاَّ، لا تبقى؛ ففي اللحظة نفسها (لحظة فعل الضَّرب) ضَرَبَت الكرة قدمكَ، جاعلةً إيَّاها ترتد قليلاً إلى الوراء. في هذا المثال، نرى "الفعل" و"رد الفعل" يَظْهَران معاً، ويختفيان معاً.
صارِع ضدَّ "الالتصاق (التصاق الورقة باللوح الزجاجي)"، فهل تحصل على شيء غير "الفصل (والانفصال)"؟!
صارِع ضدَّ "السكون (الميكانيكي)"، فهل تحصل على شيء غير "الحركة"؟
صارِع ضدَّ "الجهل"، فهل تحصل على شيء غير "المعرفة (أو العلم)"؟
صارِع ضدَّ "العبودية"، فهل تحصل على شيء غير "الحرية"؟
صارِع ضدَّ "الموت"، فهل تحصل على شيء غير "الحياة"؟!
تخيَّل أنَّ أمامكَ الآن إنساناً من القرن الرابع قبل الميلاد، مثلاً، فتسأله: "ما هو جسيم الإلكترون؟". إنَّه يجهل تماماً ما هو الإلكترون؛ لم يسمع به من قَبْل، ولا يعرف عنه شيئاً. هذا الإنسان هو في حالة جهل، أيْ في حالة جهل بهذا الأمر؛ لكنَّه في حالة معرفة، في الوقت نفسه؛ فهو يعرف أنَّه لا يعرف شيئاً عن الإلكترون؛ يعرف أنَّه يجهل ما هو الإلكترون؛ فإنَّ الجهل والمعرفة في هذا الأمر يتَّحِدان اتِّحاداً لا انفصام فيه.
ولقد شرع هذا الإنسان الآن يصارع ضدَّ هذا الجهل، أيْ ضدَّ جهله بهذا الشيء المسمَّى "إلكترون"، فحصل على المعرفة إذْ تغلَّب على جهله هذا.
صاحبنا هذا صارَع ضد هذا الجهل، فحصل على المعرفة إذْ نفاه، وألغاه، وتغلَّب عليه، محتفظاً به في الوقت نفسه؛ ولولا احتفاظه بشيء من الجهل في هذا الأمر لَمَا اتَّسَعت وتطوَّرت واغتنت معرفته؛ فأنتَ ما أنْ تتغلَّب على جهلكَ بأمر ما حتى تحصل على معرفة تنطوي على شيء من الجهل؛ فالجاهِل والعالِم يشتركان في الجهل؛ لكن شتَّان ما بين جهل الجاهل وجهل العالِم.
تخيَّل مجتمعاً يخلو تماماً من "الرذيلة"؛ فكيف لـ "الفضيلة"، عندئذٍ، أنْ تنمو، لا بَلْ أنْ تُوْجَد؟!
إنَّها تنمو من طريق صراعٍ تخوضه ضدَّ "الرذيلة"، وتتغلَّب فيه عليها، محتفظةً بها في الوقت نفسه؛ فما "الفضيلة" إلاَّ "الرذيلة" وقد نُفِيَت، واحْتُفِظَ بها في الوقت نفسه.

إنَّنا في حاجة دائمة إلى وجود وبقاء كل "نقيض"؛ فوجودنا من وجوده، لا ننمو، ولا نتطوَّر، ولا نتقدَّم، إلاَّ من طريق صراعٍ نخوضه ضده، فنتغلَّب عليه، ونحتفظ به في الوقت نفسه. إنَّنا نحتفظ به ليس حُبَّاً به؛ وإنَّما من أجل أنْ نظل موجودين.