الثلاثاء، 11 فبراير 2020

* F2A - Zmen khawen / زمان خوان

-

* أبو يعرب الهرطوقي و سؤال الراهن ! بقلم خالد كرونة

ليس من النّبل أن تكتبَ فيمن يُعتقدُ أنّه من كبار الأساتيذ .. بيد أنّ الدكتور محمد الحبيب المرزوقي الذي تكنّى بأبي يعرب لسبب لا نعلمه، بات منذ سنوات رمزا لأعطاب المرحلة التي جاوزت « العامّة » واستقرّت في نفوس مَن يُزعم أنّهم أصحاب العقول .  وليست الغاية من هذه السطور تبخيس الرجلِ أو الحطّ منه،(فقد تولى ذلك هو نفسُه)  ولكنّ أحد أسئلة الراهن التي يقتضي الواقع طرحها تتصل برموز أكاديمية كثيرة ومن اختصاصات متعددة أخذت بلا خجل طريق الانحدار المريع إمّا انسجاما مع أشدّ الأفكار تخلّفا وإمّا خدمة لأراذل التاريخ ممّن عفت عنهم الأيام .
صحيح أنّ الرّجل لبس دهرا عباءة « الأكاديمي » و حبّر كتبا كثيرة و كذا مقالات عديدة، ولسنا في وارد مناقشة ما يُزعمُ أنّه « مشروعه » الفكريّ لأنّ مقصد هذه المقالة غير ذاك ولأنّ صاحبها  « لا يدّعي في الفلسفة علما »  . ولكنّ أسئلة تدهمُكَ حين تعلم أنّ هذا الرجل انتصب دهرا في مدرّجات الجامعات يلقي على طلابها دروس الإبستمولوجيا  و يغوص في عوالم الرياضيات الإقليدية وأنه نبش في الفكر الخلدوني وحاضر في فلسفة الأخلاق .. تدهمك الأسئلة بصرف النظر عن مدى اتفاقك مع مخرجات أبحاثه (ليس هذا مجال تقويمها) لأنّ حجم ما أتاه من رذائل يبعث على العجب ويحمل على القرف.
إنّ التهاوي في أوساط « النخبة » إلى ما دون الحدّ الأدنى من الأدب و السّير في اتجاه أخلاق السّفلة هو العنوان الأوّل الذي يصِمُ الرجلَ . فتاريخ أبي يعرب حافل بالشطحات « الارتزاقيّة » (لا المرزوقية) منذ قرّض الجنرال بما لا نخال المخلوع نفسَه توقّعه، فقد عدّه حينها « فرصة » قيّضها الله للبلد و لم يتلعثم لسانه « الجسور » فوصفه بأنه « المنقذ » . وهو نفسه الذي صار بقدرة قادر مستشارا للخليفة السادس (حكومة الترويكا الأولى) قبل أن يستعفي بعدما جاد على البلد بما « كتب الله » من درّ منثور و خطاب مأثور .. فقد أفتى سيادته ــــ لا حُرمنا علمَه ــــ بأنّ السياحة بغاء سرّيّ، وأنّها قطاعٌ زريّ، والأهمّ أنّه نطق ــــ أنطقه الله بكل صواب ـــ مستندا إلى قدرته الاستشرافيّة وخبرته الاستراتيجية ــــ فاستصدر « فتوى فلسفية » تحضّ على الجهاد في سوريّة و تدعو الشبّان إلى نصرة الثوار أسوة بالأكاديمي السوري ساعتها السيّد غليون الذي أضحى بلا برهان !
ولا مندوحة من الإقرار بشجاعة البروفيسور لأنّه يقول ما هُم يضمرون ، و ينطق بما يسرّون، ولا يحتاج الأمر نباهة لندرك هذه الــــ « هُم » ، التي لن تجلب غير الهَمّ !
ولكنّ ما أتاه ربّ الصولجان و فيلسوف الإيوان، منذ يومين لا يخبر فقط عن دناءة تسكن النفس،    بل لعلّها رذالة يعسر بلوغها . كتب صاحبكم « تدوينة » وسمها بعنوان « دمية قرطاج..مسك الختام » .
أخبرت السطور البهيّة عن « اكتشاف » لا يُدركه غير المتبحرين في السفالة ، فقد « أقام الدليل »  على « عمالة » الرئيس إلى « إيران » و شهد الفيلسوف بحبّ سعيّد للفستق .. و أبان ـــ لا حُرم البيان ــــ أنّ المواقف من الصهاينة ليست غير تكرار ببغائيّ لخطاب ما سماه « المووومانعة » ..
ولأنّ الرجل حصيف،ولأنّه يرى ما لا تروْن، فقد أفاء عليكم بكشف الحقائق الخفية و الدفائن المنسيّة، فكان أن نفعنا ـــــ جعل الله نفعه متصلا ــــ بأنّ فساد البلبل (نبيل القروي) لا يبدو شيئا مذكورا مقارنة بالفاسد الأكبر قيس سعيّد .
فلا عجب إن خلُص بعدئذ إلى « عِرافة الفيلسوف » ،  فقد أجلى بصيرتنا ـــــ حفظ الله بصره ـــ لندرك أنّ أيّام رئيس الدولة معدودة، وأنّ استقالته أو « إيداعه » ثلاجة « موتى السياسة » آتية ــ كالساعة ـــ لا ريب فيها ، ومن آيات فطنته التي لا تخفى، أنّه قدّر ذلك بشهريْن قمريّيْن  بحكم معرفته التي لا تُضاهى بالأرصاد الجويّة  وبحركة الأفلاك إذ قال ـــ أصلحه الله ــ إنّ  » رياحا تهبّ ضدّ قيس سعيّد » ، ولعلّه حديث عهد بمراجعة بعض أساطير العرب أو « كتاب الأصنام » لابن الكلبيّ فتذكّر ـــ لا فضّ فوه ـــ قول الكاهنة تنذر بقرب خراب سدّ مأرب : « أزف بكم الغرق، ووقع ما قُدّر و سبق » ..
ونباهة الفيلسوف أعمق ــــ كما علمتم ـــ من أن يخاتلها مجرّد « أستاذ مساعد » .. فلا غرو أن يكشف البروفيسور أنّ « دمية قرطاج »  التي لم تنل ما ناله من مراقي المعارف ولم تمثُلْ يوما أمام لجنة لمناقشة أطروحة دكتوراه (مثله)  قد جاءت بـــــ »دمية فرنسا » المفخفخة  … ومن آيات النباهة أن يعزُوَ البروفيسور ـــ أيّده الله ـــ ما يجري بأنّه لا غاية له سوى حشد « عملاء إيران و عملاء إسرائيل » ( كذا) من أجل « القضاء على الإسلام السياسيّ » !
ربّاه ، ماذا صنعت بأهل الفلسفة في هذه الربوع ؟ صاحبكم يعلن أنّ الرئيس المنكوب « غبيّ » وأنّ من حوله « حمقى » وخاصة ـــ وهو أشدهم حمقا في نظره ـــ ذاك « الفتلسوف » (هكذا) الذي صدّق أنّه لينين. ولولا بعضٌ من حياء، لكان صاحبنا أسقط عن ثلّة من الفلاسفة « الآبقين » صفة التفلسف.  نكاد نوقنُ أنّه أخّر ذلك في سرّه إلى « مناسبة » يُهديها إيّاه القدر في قادم الأيّام ليجود عليهم بدورهم بصفة « الفتلسوف » الذي يخال أنه اجترحها من واقع الرداءة الذي يحيط بنا دون أن يعلم ـــــ جُعلنا فداءه ـــــ أنّ أحدا لم يبخس الفلسفة مثلما فعل حين جعل أهلها غرضا يُرمى و ورّطها في أوحال التعصّب و العيّ .
الحقيقة التي يجب أن نقبسها أنّ رئاسة الدولة ليست مرتبة يتصل نوالها بتحصيل علميّ .. ولعلّ سنوات أبي يعرب السبعين لم تخلّف له خرفا ، فهو ــــ أتمّ الله زينة بلادنا به ــــ يعلم أنه امتدح سفّاح العِقديْن و لمّا يجاوز الأولى ثانوي .
أمّا ذاك « المساعد الجامعيّ » الذي صار رئيس البلاد الذي ربّما فتنته  « ليالي ألف ليلة و ليلة » (كما يقول الفول بروفيسور full professor ) فأظنّه يعرف المثل الفرنسيّ الشائع:    Les diplômes ne font pas les Hommes . إنّ إطلالة سريعة على حال لفيف من الأكاديميين في تونس تكشف بجلاء حال الخواء الذي صارت إليه جامعاتنا ..وليس أبو يعرب غير أنموذج له نظائر كثيرة، فذاك مؤرخ يتعلّق بتلابيب « أبيض الزّبد » أيّام الرئاسيّات حتّى إذا خاب الأمل انطلق يقرع الدفوف لأبي خليل المعجّن ، فلمّا وقعت الواقعة لم يبق له غير الانتصاب بوقا محشرج الصوت لمحامية إبليس.. وذاك الفيلسوف الدّعيّ الآخر، وهب صوته أيّام الجنرال لخدمته ، وصوّره ـــــ يا للخجل ــــ زعيم « ثورة هادئة » ثمّ انبرى منذ أشهر يخطبُ في مزايا التغيير الثوري و شروطه والوسائط المحتملة لنجاح مشروع سياسي تقدمي … وتلك التي كانت تحمل(مجازا) مجامر البخور في « الحضرة السنيّة » لمخلّص البلاد ، الحاج زين العابدين، و تُشنّف الأسماع بذكر فضائل « حاكمة قرطاج » انقلبت الآن « ضمير الغلابة » تشعر بهم و تكتوي ـــــ لا اكتوينا بفراقها ــــ بآلام المحزونين و بأوجاع المكلومين ..
وليس يعنينا هنا الذبّ عن الرئيس، فقد قلنا كلمتنا فيه قبل الانتخابات ، وقلنا بالحرف: « سننتخبك وسنقاومك » . ونحن أعلم الناس بالمخاطر التي تكتنف دولة رئيسها لا تجربة سياسية له ، و لا برنامج في جرابه ، ولا تبدو عليه أمارات براعة أو ملكات قيادة في محيط إقليمي متقلقل و في ظل نهش مافيات الفساد أشلاء الوطن .
وإذا كان هناك من هو جدير بنقده نقدا مستحقّا حدّ الإيلام، فهو ناخبوه ، لا هؤلاء الذين يؤجرون أقلامهم وينطقون بحسبان .. في يوم معلوم و في زمن محدّد ..
لا تحسبوا أنّنا عنكم ذاهلون .. ولّى زمن الغفلة، والجديد هازمٌ القديم لا محالة . أمّا أولئك الذين اختاروا الوضاعة فمثلهم كمثل « الهراطقة » الذين يتوهمون أنهم يُنقّون العقائد من الشوائب ، وتزيّن لهم أنفسهم الكاذبة أنهم تبعا لذلك « مجدّدون » و أنّهم « أهل إصلاح » .
لم أكن في يوم من الأيّام أودّ أن أصرخ في وجه أستاذ درّس الأجيال ،غير أنّ السيل بلغ الزّبى، حين صار  « سي المرزوقي » بلا مواربة « سي الاسترزاقيّ  » فحقّ أن ندعوك أبا يعرب الهرطوقي ..
وملحة الوداع سيدي البروفيسور المهرطق أنّ الممثل السوري المشهور « يزن السيّد » يُكنّى هو الآخر بـــــ : أبي يعرب !   وقد كان له مطعم باذخ في بعض مناحي دمشق ــــ حرسها الله ــــ ولكنّ شهرته لم تمنع البلدية من إزالة مطعمه غير المرخّص ..   فكّر سيدي الجِهبذ أنّ الخيمة التي تأوي إليها كذاك المطعم سيجرفها السيل و يأكلها العاصف المشتعل .. وتذكّر ما دمت تنبش تاريخ الفرس و العرب أنّ « سيف بن ذي يزن » بمعيّة الفارسي « ووهرز »  هزم الأحباش الذين كان يقودهم « مسروق بن أبرهة » عام الفيل .
هل يقرأ البروفيسور تاريخ « مسروق » ( يا لسخرية اللغة) و يرى شبيهه في الحاضرة التونسية ؟  أهو عامُ « مسروق » أم عامُ « ووهرز » و « سيف بن ذي يزن » ؟؟
خالد كرونة ـــــ كاتب من تونس

* الرفيق خالد كرونة: القوى الوطنية الثورية، الواقع وآفاق التجاوز

-

* الرفيق محمد عمامي: القوى الوطنية الثورية، الواقع وآفاق التجاوز

-

* المنجي الرحوي يمسح القاعة بالغنوشي

-

الأحد، 12 يناير 2020

* النفيسي: ثورة ظفار

-

* ساعة التحرير دقت - فيلم عن ثورة ظفار

-

* أغنية .. ساعة التحرير دقت بره يا إستعمار

-

* أغاني الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي

-

* Chants Révolutionnaires Du Peuple D'Oman Du Yémen Et D'Iran (سلطنة عُمان...

-

* أغاني ثوريه من ظفار

-

* Chants révolutionnaires D'Oman

-

* جمال قلة، طير البرني

-

* قصة غيلان وحسابه للموسم الفلاحي

-

* أغاني ثورة ظفار.. ياجبل صرفيت oman

-