الخميس، 27 نوفمبر 2008

الدين.. أيديولوجيا

-
الدين هو أيديولوجيا كبقية الأيديولوجيات، أي أنه مجموعة أفكار متناسقة أو منظومة فكرية لها رؤية تفسّر وتبرّر وتعطي إجابات من زاوية معيّنة للظواهر الاجتماعية والطبيعيّة. وعلى عكس ما يعتقد البعض، فالأيديولوجية لا تخدم مصالح كل البشر، بل مجموعة معيّنة فقط. فالليبرالية وهي أيديولوجية الطبقات الرأسمالية تخدم مصالح الرأسماليين، والاشتراكية وهي أيديولوجية الكادحين تخدم مصالح الطبقة العاملة، والدين الإسلامي كأيديولوجيا، خدم مصالح العديد من الطبقات كالإقطاعيين والتجار ...لكن هناك تساؤلات مشروعة، أهمها : كيف يخدم الدين الإسلامي مصالح الإقطاعيين والتجار والحال أنه وفي بداية ظهوره بدأ كثورة ضد أسياد قريش ودافع عن العبيد وقاوم الظلم...؟ لو عدنا إلى أوروبا مثلا، سنجد أن الدين المسيحي كان حصنا للكنيسة الإقطاعية، واجهت به ومن خلاله القوى البرجوازية الصاعدة التي رفعت شعار الحرية والإخاء والمساواة والعدالة... بهذه الشعارات تمكنت البرجوازية من تجييش كل الطبقات الشعبية (عمال، فلاحين، تجار، صناعيين، مثقفين، عاطلين، ...) وقيادتها للتصدّي للطبقات الإقطاعية وللكنيسة. ثمّ أن البرجوازية وبإستلائها على السلطة السياسية، أفرغت كل شعاراتها من مضمونها الثوري والتقدمي، فأصبحت الحريّة هي حريّة رأس المال في إكتساح كل شبر من الارض به مواد أولية ويد عاملة وإمكانية إنتاج (دعه يعمل، دعه يمضي، دعه يمر)، وكذلك الإخاء والمساواة والعدالة وُظّفت وفُسّرت لصالح الطبقات الرأسمالية. وتصالحت البرجوازية مع الكنيسة أو قل أصبحت الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة البرجوازية، وبهذه المصالحة غيّرت الكنيسة سلوكها وأحكامها لتتلاءم مع نواميس المجتمع الرأسمالي (الرّبى مثلا الذي كانت ترفضه، قبلت به لأنه المحرّك الأساسي للبنوك). وفي كلمة أخيرة، الأيديولوجية تولد وتنطلق وتدخل للميدان كثورة أو كدافع للثورة، فتفعل فعلها في تغيير الواقع لما هو أفضل. وعندما تصل الطبقة (التي تحمل هذه الأيديولوجيا) للسلطة وتستوي في جهاز دولة، تأخذ هذه الأيديولوجيا في التراجع وفي تبرير القمع الذي كانت تناهضه. والدين الإسلامي كأيديولوجيا، لم يشذ عن هذه القاعدة، فقد بدأ كثورة إستقطب فقراء الجزيرة ومعدميها، وناهض الأسياد مالكي الأرض والعبيد وكبار التجار... فلأول مرّة في تاريخ العرب دخل عنصر آخر فعّال في صنع التاريخ وهو عنصر الفقراء والمستضعفين الذين دخلوا المعركة بكلّ ثقلهم العددي وبكل ثقل بؤسهم وأهميّة دورهم، وبذلك ساهموا في تسديد ضربة عنيفة إلى منطق البنية القبلية التي كانت تمرّ بعملية تفكك عميق، ووضعوا حاجزا ولو إلى حين، أمام مطامح التجار في السلطة عن طريق بني أميّة، لأن الأمور في ظل الثورة لم تعد تسير وفق عصبية المال والقبيلة، وإنما تسير وفق عصبية جديدة، هي عصبيّة الثورة المتجسدة في جماعة المؤمنين التي تضم أعدادا كبيرة من هؤلاء المستضعفين، وهو ما تعكسه عدّة آيات مكيّة من القرآن قبل الهجرة، وهي تعبّر فعلا عن شعارات الثورة، فكانت تهاجم أثرياء التجار بكلّ عنف وتتوعدهم بالجحيم وبئس المصير: "ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالا وعدده"، "تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب"، ... ثمّ وعندما بدأ الإسلام يتأسس كدولة أخذ يستقطب الأغنياء (أبو سفيان...)، وعندها بدأت الكفة تميل تدريجيّا من الثورة على الواقع إلى تبرير الواقع، من التبشير بواقع أفضل إلى طاعة أولي الأمر... وهكذا، أصبح الإسلام يمثل أيديولوجية التجار الذين أخذوا يمدون سلطانهم على كامل الجزيرة العربية وبقية مناطق العالم.
-

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

كـــارل مـــاركس!

-
كلَّما عصفت بالرأسمالية أزمة اقتصادية حادة، كأزمتها الآن، والتي تشبه "حرباً عالمية ثالثة" سلاحها الاقتصاد، التمع في ظلمة النسيان، التي تشغل دائماً حيزاً من ذاكراتنا، اسم شخص واحد هو كارل ماركس، فلا مهرب لذاكرتنا من قانون "تداعي المعاني" لديفيد هيوم، والذي كثيراً ما نعبِّر عنه بالقول "الشيء بالشيء يُذْكَر"، وكأنَّ ذِكْر أحد الخصمين يستدعي ذِكْر الآخر.وعلى سبيل التذكير، وإن نفعت الذكرى، نقول، أو يجب أن نقول حتى يصبح ممكناً تمييز خيوط الحقيقة من خيوط الوهم، إنَّ ماركس ليس الاتحاد السوفياتي، الذي حَكَمَ عليه التاريخ بالموت، وإنَّ الاتحاد السوفياتي ليس ماركس، الذي استمدَّ حياةً من موت ما سمِّي "النظام الاشتراكي (أو الشيوعي)"، ولو أبى "اليتامى الحُمْر" الاعتراف بهذه الحقيقة، التي تنمو ضياءً يوماً بعد يوم.الرأسمالية هي التي ولدت ماركس، فاستولد من واقعها الاقتصادي ـ الاجتماعي فكراً، بسطه في مؤلَّفه الشهير "رأس المال"، فوعت وأدركت ذاتها على خير وجه.إنَّها مصادفة صرف أن يظهر هذا الرجل في المكان الذي ظهر فيه (ألمانيا) وفي الزمان الذي ظهر فيه، وأن يكون يهودياً، وأن يكون اسمه كارل ماركس، وأن..، وأن..؛ ولكنها ضرورة تاريخية أن يظهر مثيلاً له في الفكر، فلو لم يظهر ماركس نفسه لأنتجت الضرورة التاريخية مثيلاً له، يقوم مقامه، فالمهمَّات التاريخية العظيمة هي التي تصنع الرجال العظام، وكأنَّها تحبل بهم.في البدء، تجاهلوه، ثمَّ سخروا منه، ثمَّ حاربوه، ثمَّ ينتصر (أقول "ينتصر" ولا أقول "انتصر"). لقد نعوه عشرات، بل مئات، بل آلاف المرات، وطبعوا، في العداء له، ما يفوق ما طبعه "مجلس الاحتياط الفدرالي" من "الورقة الخضراء" أضعافاً مضاعفة؛ ومع ذلك ظلوا في حوار أبدي معه، وكأنَّ عصره وفكره لم ينتهيا بعد!حتى أولئك "الحُمْر"، والذين "صنَّموا" ماركس وفكره حتى قال على الملأ "إنِّي لستُ ماركسياً"، تحوَّلوا جميعاً إلى بطرس، فأنكروه ثلاث مرَّات إذ تناهى إلى أسماعهم نبأ زوال الاتحاد السوفياتي، وكأنَّ انهيار بناية على رؤوس سكانها هو خير دليل على أنَّ علم الهندسة كان كومة من الأخطاء!ولو كان ماركس على قيد الحياة عندما كان الاتحاد السوفياتي حيَّاً يُرْزق، ويُصوِّر نفسه للعالم على أنَّه الجنَّة على الأرض لقال، هذه المرة، وعلى الملأ، "إنِّي لستُ شيوعياً"، فلو كان "النظام الشيوعي" في الاتحاد السوفياتي وغيره هو ذاته "المجتمع الجديد" الذي بشَّر به ماركس، ودعا إليه، لدعا للرأسمالية بطول البقاء!ماركس كتب مجلَّدات في النظام الرأسمالي؛ ولكنه لم يكتب سوى بضعة سطور في النظام الاشتراكي؛ لأنَّه كان عدوُّاً لدوداً لكل فكر طوباوي؛ ولأنَّه لم يفهم المجتمع الجديد الاشتراكي إلاَّ بوصفه أحد خيارين تاريخيين، فالرأسمالية، على ما قال وتوقَّع، إمَّا أن تتقدَّم نحو الاشتراكية وإمَّا أن تتقهقر، ومعها البشرية كافة، إلى عهود الوحشية، التي إنْ أردتم معرفة ماهيتها، وإدراك كنهها، فانظروا بالعين المجرَّدة من الأوهام إلى ما يسمُّونه "الرأسمالية الجديدة"، أو "الليبرالية الجديدة"، مع شريعتها، التي تسمى "نهاية التاريخ".سقوط الاتحاد السوفياتي ظنُّوه سقوطاً لماركس، فقرَّروا إذلال هذا الرجل مع فكره بما يشبه الصفح عنه، فشرعوا يتساهلون في معاملة كل من يَذْكُر اسمه، أو يقرأ له، أو يكتب عنه، أو ينادي بأفكاره، وينحاز إليها، وكأنَّ الرعب الذي ألقاه في قلوبهم قد ولَّى وانتهى.أمَّا قبل ذلك، أي عندما كان هذا الرعب يستبدُّ بهم، فكانت عبارة "اكرهوا ماركس!" هي جوهر وقوام خطابهم السياسي والإعلامي والفكري، فهو، في الصورة التي أظهروه فيها، الملحد الكافر، وهو اليهودي، والعدو اللدود للقومية، وهو الشرير الذي تبذر أفكاره بذور الاقتتال والحروب الأهلية، وتقوِّض السلم الأهلي، وتُفْسِد الفطرة التي خُلِق عليها الناس، وتناصب كل ملكية خاصة العداء ولو كانت ملكية صحن وملعقة. ولكن، ما أن تأكَّد لهم صلبه، فموته، فدفنه، حتى شغفوا حُبَّاً باليهودي الصهيوني، وبيهود "وول ستريت" والكونغرس.. وحتى زجوا العالم بأسره في حرب الكل ضد الكل، مستثيرين ومؤجِّجين في النفوس كل عصبية تهبط بالإنسان إلى الدرك الأسفل من الحيوانية، فعرف العالم من الفساد الشامل والعام في رُبْع قرن من الزمان ما لم يعرف له مثيلاً، في الكم والنوع، منذ التاريخ المكتوب.في كتاب "رأس المال"، وفيه فحسب، يمكنك أن ترى الرأسمالية، والرأسمالية اليوم أيضاً، في حقيقتها العلمية، العارية من زخرف الثياب والقول، وأن تُدْرِك، من ثمَّ، أنَّ خير من حلَّل النظام الرأسمالي، وسبر غوره، واكتشف قوانينه الموضوعية، وفهمه فهما عميقاً واسعاً شاملاً، هو كارل ماركس، الذي تظل الرأسمالية في عصره ما ظلَّت على قيد الحياة.لقد تحدَّى هذا الرجل، إذ جعل لفكره جذوراً عميقة في تربة العلم، كل زعماء الفكر الاقتصادي الرأسمالي أن يأتوا بتفسير علمي لـ "الربح الرأسمالي" غير التفسير الذي أتى به، والذي بفضله ظهرت "عدالة الأجر" على أنَّها الظُلم الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي وقد لبس لبوس "العدالة الرأسمالية".قانون "العرض والطلب" نقَّاه ماركس من الخرافة، موضحاً أنَّ هذا القانون، وعلى أهميته، يفسِّر فحسب درجة انحراف السعر عن قيمة البضاعة؛ ولكنه لا يستطيع أبداً أن يفسِّر تلك القيمة ذاتها؛ والدليل على صدق ذلك أنَّ توازن العرض والطلب هو لحظة بيع البضاعة بقيمتها؛ وبيع البضاعة بقيمتها إنَّما هو ذاته بيعها بربحٍ، فإذا كانت قيمة بضاعة ما هي حاصل جَمْع قيم كل البضائع المستهلَكة من أجل إنتاج تلك البضاعة فكيف يمكن، عندئذٍ، بيعها بربح عندما يتوازن العرض والطلب؟!وحتى كتابة هذه السطور لم نسمع إجابة رأسمالية علمية ومُقْنِعة عن هذا السؤال ـ التحدي، الذي انطلق منه ماركس ليؤكِّد أن جوهر الرأسمالية سيظل هو ذاته، وهو السعي لأمرين في آن: "الربح الأقصى" و"التراكم"، أي زيادة تركيز رأس المال.لقد سألوا رب العمل، أي كل رب عمل، "من أين لك هذا؟"، فأجاب وكأنه لسان الحقيقة: "من عصاميتي، فكل ما أملك إنما هو ثمرة جهدي وكدِّي وعملي وعرقي.. وذكائي".ومع ذلك، ظل الواقع يجيب قائلاً: "إنَّ من يعمل لا يملك، وإنَّ من يملك لا يعمل، وإنَّ أكثر الناس ذكاءً هم الفقراء"!
جواد البشيني

السبت، 27 سبتمبر 2008

الفطـــرة

-
يولد الإنسان على الفطرة!!!

حكاية الفطرة هي نوع من الخزعبلات الدينية،
فالدينيين يقدمون افتراضا لا سند له في الواقع، هذا الإفتراض مفاده أن الله يزرع في جسد أو عقل كل إنسان Bios يسمونه فطرة، هذه الفطرة أو البيوس تحمل مبادئ أولية. ويستدلون على ذلك بأمثلة من نوع أن الخروف عندما يولد يتجه مباشرة إلى ثدي والدته ليرضع، ويتساءلون من أخبره بأنه يتوجب عليه أن يتغذى ومن ثدي والدته...؟؟؟ وأكيد الإجابة ستكون هي الفطرة أو الغريزة..
المهم،
التفسير العلمي لا يكتفي بوضع إفتراض واحد، بل يضع كل الإفتراضات الممكنة، وفي هذه الحالة هناك إفتراضان، هناك خرفان إتجهت لثدي والدتها وتغذّت وبالتالي إستمرّت في الحياة، وهناك خرفان لم تتجه وبالتالي إنقرضت.. فالطبيعة إنتخبت من يصلح للبقاء (الإنتخاب الطبيعي، البقاء للأصلح).
وهنا أتسائل: إن كان هناك إله ما، يحترم ذاته كإله، قد قدر على زرع هذا الـ Bios، فلماذا لم يتفطّن إلى وجوب زرع نظام تشغيل أيضا (دين..Dos، Windows)؟؟؟ بل كلّف المزوّد جبرائيل بنقلها إلى كبار التجار (الرّسل) ليرغموا الناس على تثبيتها (إعتناقها) بحدّ السّيف.
ثمّ،
الإنسان هو كائن إجتماعي، يعني هو يعيش في مجتمع، وبالتالي فإن سلوكه سيكون متوافقا مع نواميس هذا المجتمع، لأن سلوكه سيكتسبه من البيئة التي يعيش فيها (الأسرة، الشارع، المدرسة، التلفاز...)، وبما أن هذه البيئة تسبّح بحمد الله فأكيد لن تجده يسبّح بحمد الشيطان.
فهل هناك من قام بتجربة وضع رضيع في غابة مهجورة لمدّة معيّنة ثم رصد سلوكه؟؟؟ فإن كان هذا الرصد قد أفضى إلى نتيجة تفيد بأن هذا الرضيع الذي كبر في الغابة.. أظهر في سلوكه مناشدة للدين.. عندها بإمكاننا أن نجزم بأن الإنسان العادي ينشد الدين في سلوكة. لكن أن نستنتج أن الإنسان العادي يناشد الدين في سلوكه إنطلاقا من تجربة احتضنتها بيئة دينية، فهذا تعسّف على الواقع.
-

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

ضد ظلامية العصـــر

ــ
في قهقهة التاريخ المتقدّم عبر الإمكانات المتضاربة، يحتضر عالم بكامله، ويتهيأ للولادة آخر. تتفكك نُظُم من الفكر والإقتصاد والسياسة يصعب عليها الموت بغير عنف، تتصدّى لجديد ينهض في حشرجة الحاضر وتقاوم في أشكال تتجدد بتجدد ضرورة إنقراضها، تنعقد بين عناصرها المتنافرة تحالفات هي فيها مع الموت على موعد يتأجّل.
إذن، فليدخل الفكر المناضل في صراع يستحث الخطى في طريق الضرورة الضاحكة. فهو اليانع أبدًا، وهو اليقظ الدائم، في الحركة الثورية ينغرس ويتجذّر. يستبق التجربة بعين النظرية، ولا يتخاذل حين يُفاجأ: يتوثب على المعرفة ويعيد النظر في ترتيب عناصره ليؤمّن للنظرية قدرتها على التشامل، ورحابة أفق يتّسع لكلّ جديد.
هكذا يكتسب كل نشاط نظري طابعًا نضاليًّا، ويتوق كلّ نشاط ثوري إلى أن يتعقلن في النظرية، فتتأكد، بإلتحام الناشطين في الملموس التاريخي، ضرورة الفكر العلمي في أن يكون ثوريًّا، وضرورة الحركة الثورية في أن تكون علميّة.

المهدي عامل (نقد الفكر اليومي).

الأحد، 21 سبتمبر 2008

الحمائم البيض Les Colombes

ــ
العـــــــــركة


حكم الفلاســفة

ــ
ما رأيك في حكم الفلاسفة؟

حكم الفلاسفة!!!
هذه الفكرة تداولها وبشّر بها العديد من المثقفين (مفكرين، شعراء، أدباء، فنانين تشكيليين، مسرحيين،...) كمساهمة منهم في تفعيل حلولٍ قد تجنّب البشرية حماقات الحكام الجهلة.
فحكم الفلاسفة هو حكم الصفوة العاقلة في المجتمع، وهو نقيض لحكم الحثالة المتحكمة في الثروة والفاقدة للحكمة. هذه الفكرة، ولئن تبدو مغرية، فهي تحمل مغالطة، وكنه هذه المغالطة يكمن في تقديم الحاكم وكأنه صاحب السلطة الفعلي. فبنظرة خاطفة على تاريخ المجتمعات نتبيّن أن صاحب السلطة _ وعلى مرّ العصور _ هو الذي يملك ويتحكّم في الثروة (الأسياد في المجتمعات العبودية، الإقطاعيين في المجتمعات الإقطاعية، الرأسماليين في المجتمعات الرأسمالية..)، أما الحاكم فهو موظف إداري من نوع خاص، يقع تكليفه بتشكيل الحكومة.. بالجلوس على هرم السلطة.. ويسقط ويخلفه حاكم آخر ليواصل السهر على حماية أمن وأموال أصحاب السلطة الفعليين.
أكيد، أنه في عديد البلدان وخاصة في ما يُعرف بالعالم الثالث، يكون الحاكم هو ذاته صاحب السلطة، لكن لو كشفنا ملفاته سنجده موظف لدى الشركات الإحتكارية العالمية.. لذلك، فالحاكم حتى وإن كان فيلسوفا، فهو يحكم وفقا لضرورة الإقتصاد وليس بوحي من نزوات فكرية تراوده فيستجيب لها. وهذه الفكرة، أي حكم الفلاسفة، لها رواج أيضا عند رجال الدين، مع فارق بسيط، حيث يغيب حكم الفيلسوف ليحضر : حكم الفقيه، ولاية الفقيه، الحاكم بأمر الله، خليفة رسول الله، المعصوم، التقي، الورع، الزاهد في الدنيا،.. وتاريخنا يشهد لهم كم كانوا أتقياء في دمويتهم.
ــ

الأحد، 7 سبتمبر 2008

أسقف روعــــــــة

-
يتمتَّع أسقف جوهانسبرغ ديسموند توتو المناهض لسياسة التمييز العنصري والحائز على جائزة السلام عام 1984 بطلاقة اللسان وسرعة الخاطر والنكتة اللاذعة. وفي القداس المسكوني الذي أقامه في نيويورك في شتاء عام 84 قال: عندما جاء المبشرون إلى إفريقيا كان لديهم الكتاب المقدس وكانت لدينا الأرض، وقالوا لنا " فلنصلّـي.."
وأغمضنا عيوننا للصلاة، وعندما فتحناها وجدنا الكتاب المقدس في يدنا بينما أصبحت الأرض في يديهم.
-
«مع الشكر لـ عشتااااار».
-

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

سقوط الإشتـــراكية!!!

-
كيف تفسّر سقوط الأنظمة الإشتراكية في دول أوروبا الشرقية؟

بداية،
هل هناك فرق بين النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي؟؟؟
أكيد،
الفرق الرئيسي بين الاشتراكية والرأسمالية هو شكل ملكية وسائل الإنتاج (الأرض، المصنع، الشركة، البنوك..).
النظام الرأسمالي يعتمد على الملكيّة الخاصة، أي أن الطبقة البرجوازية الماسكة بالسلطة هي التي تمتلك وسائل الإنتاج. بينما في النظام الاشتراكي تكون وسائل الإنتاج ملكا للمنتجين (العمال والفلاحون).
في أوروبا الشرقية، وعلى إثر سقوط أحزابها الحاكمة، هل كانت وسائل الإنتاج ملكا للمنتجين فتحولت ملكيتها للرأسماليين؟؟؟؟
لنأخذ مثال بولونيا ونقابة تضامن،
في هذا البلد كان الحزب الحاكم يسمّى الحزب الشيوعي، يعني نظريّا العمال هم الذين يملكون وسائل الإنتاج، فتحركت نقابة تضامن (وهي إتحاد النقابات العمالية) وأسقطت الحزب الشيوعي الذي كان يحكم، وأصبح ليش فاليزا زعيم نقابة تضامن هو رئيس بولونيا.
وهنا أتساءل : هل أن العمال البولونيين الذين يمتلكون وسائل الإنتاج تحركوا وانتفضوا وقاموا بثورة من أجل أن تصبح وسائل الإنتاج ملكا للرأسماليين؟؟؟؟
يعني، ببساطة شديدة، مجموعة عمال يمتلكون مصنع ويشتغلون فيه، يقومون بثورة من أجل أن يصبح هذا المصنع ملكا لأحد الرأسماليين وهم أجراء فيه!!!!!!!
إن كان هذا ما وقع في بلدان أوروبا الشرقية وفي الإتحاد السوفييتي... فعلى البشرية مراجعة مداركها العاطفية حتى لا أتورط وأقول مداركها العقلية.
المهم،
الإتحاد السوفييتي وعلى إثر ثورة 1917 البلشفية، باشر في البناء الإشتراكي، هذا البناء لم يكن مفروشا بالورود، بل هو ثمرة لصراعات طبقية أفرزت صراعات سياسية، وهذه الصراعات تكثفت في صلب الحزب البلشفي ذاته وشهد ذروته بين الخط الإشتراكي (ستالين) والخط الليبرالي (تروتسكي).
بإنتصار الخط الإشتراكي، حقق الإتحاد السوفييتي نجاحات عظيمة حيث أصبح أكبر قوّة إقتصادية وعسكرية تضاهي قوة أمريكا وأوروبا الغربية مجتمعة.
الإتحاد السوفييتي أعطى دفعا لكل القوى المناهضة للرأسمالية وللإمبريالية في جل مناطق العالم، حيث سقطت أنظمة رأسمالية وأنظمة إقطاعية و قامت على أنقاضها أنظمة إشتراكية، لكن الصراع لم يخمد بل تواصل ولا يزال مستمرا بين من يُنتج ولا يملك وبين من لا يُنتج ومع ذلك يملك.
صحيح أن الرأسمالية كسبت معارك، لكنها لم تكسب الحرب، فالصراع لا يزال هو سيّد الموقف، والتاريخ لم يقل كلمته الأخيرة بعد.
فبلدان أوروبا الشرقية والتي تهاوت أحزابها الحاكمة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، لم تكن اشتراكية بل رأسمالية (رأسمالية الدولة)، حيث كانت الدولة هي التي تمتلك وسائل الإنتاج.
_

الأحد، 31 أغسطس 2008

حكاية النّسر والسنّور

-
هل تعرف حكاية هذا النـّسر؟
يقال والعُهدة على من روى، أن نسرًا وهو يحلـّق في الجو لمح دجاجة في الأرض، فسقط عليها وأنشب مخالبه فيها وطار.
هذه التي ظنّ أنها دجاجة ظهرت سنـّورا، هذا السنـّور وهو بين مخالب النـّسر أنشب مخالبه هو أيضا في رقبة النـّسر وخنقه.
هذا النـّسر يا صاح، بدأ يفكـّر ويقول بينه وبين ذاته: لو يعتـقـني أعـتـقهُ.
عزيزي،
أمريكا هي النـّسر والمقاومة الوطنية العراقية هي السنـّور، وأمريكا حاليّا تفكـّر بما فكـّر به النـّسر ذات سقطة مروّعة.
...أترك لك حريّة تخيـّل بقية الحكاية.
_

التيار الإسلامــي؟

-
ماذا تتوقع أن يكون مصير التيار الإسلامي في شمال أفريقيا؟ هل تتوقع أن يسود ويحكم دول شمال أفريقيا؟ أو أن أعداءه من العلمانيين أو المكافحة الأمنية ستتمكنان من احتوائه؟
الأنظمة العربية هي جزء من التيار الإسلامي، وهي التي أسهمت أكثر من غيرها في المحافظة على الدين وعلى نشر الفكر الديني ودعمه.. لذلك فالتيار الإسلامي هو الذي يسود ويحكم شمال إفريقيا والمنطقة العربية عموما. لكن، ومنذ السبعينات، ظهرت حركات إسلامية تكفّر المجتمعات وتدعوا للعودة إلى السلف وإلى الأصول.. لذلك لقبوها بالأصولية.
ثمّ أن هذه الحركات، وبعد أن كانت تقتصر على النشاط الدعوي أصبحت منخرطة مباشرة في العمل السياسي، وبدأت تنازع الأحزاب الحاكمة وتسعى للوصول للسلطة بشتى الطرق، فأطلقوا عليها تسمية : الإسلام السياسي. وفي الواقع لا يوجد إسلام سياسي، وإسلام إقتصادي، وإسلام لا أدري ماذا...فهناك سياسة لا تستطيع أن تـُـقـنع الفقراء بأن فقرهم أبدي، لذلك تستعين بالإسلام المطهَّر من اللمسات السحريّة لأبو ذر الغفاري والمعتزلة وإبن رشد وإخوان الصفاء...
هذه السياسة والتي تجد تكثيفا لها في الحركات الإسلامية الحالية (الإخوان المسلمين، وحزب التحرير، والقاعدة، حزب الله...)، لا أرى لها أي مستقبل، فهي تعتمد على تعطيل الفكر، والإنغلاق، ونبذ إعمال العقل... وأنت تعلم أننا في عصر الطفرة الإعلامية : الفضائيات، النت... وهذا يـُـناقض سلوكهم الذي يسعى لسلب البشر ملكة النقد والتفكير والإطلاع والتحليل... ليجعل الحقائق حكرا على بعض الأدمغة التي شاخت وترهّـلت وأصبحت خارج التاريخ حيث تجاوزتها الأحداث ولعبت بخزعبلاتها الفتوحات العلمية والتكنولوجيّة... هذا على المدى البعيد طبعا.
لكن على المدى القريب، قد تصل بعض هذه الأحزاب إلى الحكم، لكنها ستجد نفسها أمام أمرين : إمّا أن تنحني للواقع وتسلك الطريق الذي سلكته الأنظمة التي كانت تدّعي أنها تختلف معها، أو أنها ستسلك طريق العنف والإرهاب.. وهذا غير مستبعد.

الجمعة، 29 أغسطس 2008

أحمد فؤاد نجم في تــونس

- أمسية شعرية للشاعر المصري أحمد فؤاد نجم في تونس خلال شهر جوان 2007 ، هذه الأمسية في نسخة صوتية جيدة.

1 - صباح الخير

2 - نوارة

3 - كلب الست

4 - بيان هام

5 - البتاع


الخميس، 28 أغسطس 2008

وظيفة الدين وتــــوظيفه

-
وظيفة الدين هي إقناع الناس بأن بؤسهم هو مقدّر من الله وليس نتيجة لاستحواذ أقلية على الثروة. هذا هو الدور الأساسي للدين.
الحكومة التونسية أو الحكومة السعودية توظفان الدين بهذه الطريقة، فلا خلاف بينهما في هذا المجال. فمصدر التشريع لا يأتي من السماء، وإنما ينبع من الأرض، من أرض المصالح الطبقية.
فالذي يتحدث بأن مصدر التشريع هو القرآن، هو في الواقع لا يعود للقرآن ليشرّع، لأنه لو عاد له فلن يجد شيئا، فالقرآن بين دفتيه لا ينطق بشيء، والدليل أن علي ومعاوية عندما حكّما القرآن لم يصلا إلى أي نتيجة تذكر.
ما زاد عن هذا، أي ما زاد عن تسليم الناس رقابها لحكامها ورضاءهم بقدرهم، هو شكليات.
فإرتداء الحجاب أو منعه أو فرضه هو شكليات... وقيادة السيارة من طرف المرأة أو منعها من ذلك.. هو شكليات، فكثيرا ما أعجب لمن يقول أن في تونس للمرأة حرية قيادة السيارة على عكس السعودية، في حين أن أكثر من ثلاثة أرباع نساء تونس لا يستطعن شراء دراجة عادية، فما بالك بسيارة.

الأربعاء، 27 أغسطس 2008

حقيقة الوضع العراقي


- رئيس البرلمان العراقي

ـــ



ممثل العراق في الجامعة العربية


ـــ

رئيس الحكومة العراقية
ـــ

مشعوذهم الأعظم
ـــ

حامي حمى الحكومة العراقية (بين خيار الإستمرار وخيار الإنسحاب)

_

الوضع تحت السيطرة

الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

إلحاد - لادينية - لاأدرية

-
الحاد - لادينية - لاأدرية ... ما الأقرب لك ولماذا؟
في البداية، علينا أن نحدّد ما معنى الإلحاد؟
ما معنى لاديني؟
ما معنى لا أدري؟
الإلحاد هو نظرة ماديّة للكون.
فما معنى ذلك؟
كلّ منا يعلم أنه يوجد في الواقع أشياء يمكننا رؤيتها أو لمسها أو قياسها.. هذه الأشياء تسمّى مادّة. وهناك، من جهة ثانية، أشياء لا يمكننا رؤيتها أو لمسها أو قياسها، ولكنها موجودة مع ذلك، كآرائنا، وعواطفنا، ورغباتنا، وذكرياتنا والخ.. ولكي نعبر عن كونها ليست مادّة نقول بأنها فكرة.
وهكذا نقسـّم كلّ ما هو موجود إلى مادة أو فكرة.
ومن هنا تبرز المشكلة: أيهما أسبق؟ المادة أم الفكرة؟
يعني، هل أن الأفكار هي نتاج للمادة؟ أم المادة هي نتاج للفكرة؟
بإختصار: في البدىء كان القول أم في البدىء كان الكون؟
الذي يرى أن المادة (الكون والطبيعة) خالدة، لا حد لها، أولية يتفرع عنها الروح (الفكر، الوعي). هذا له نظرة ماديّة للكون.
الذي يرى أن الروح (الفكر والوعي)، خالدة لا حد لها، أولية تتفرع عنها المادة (الكون والطبيعة). هذا له نظرة مثالية للكون.
صاحب النظرة الأولى هو الملحد، فهو يعتبر أن الكون هو المعطى الأوّل، وهو الذي أنتج الإنسان الذي أنتج بدوره الأفكار ومنها فكرة الله.
أما صاحب النظرة الثانية فهو المؤمن أو الديني أو المثالي أو اللاديني..، فهو يعتبر أن الفكرة المطلقة أو الله أو يهوه أو.. هي المعطى الأول وهي التي أنتجت الكون عبر : كن فيكون.
الديني واللاديني يتفقان حول الخالق ويفترقان حول طريقة هذا الخالق في التواصل مع مخلوقاته.
فالديني يؤمن بأن الخالق يتواصل مع البشر عبر البريد العادي (رسائل يحملها الرسل والأنبياء) بينما اللاديني يرفض هذه الطريقة البدائية ويفضّل الإعتقاد في تواصل ألكتروني.
أما اللاأدري، فيرى أن العقل البشري محدود ولا يمكنه البت في هذه المسائل.
عودة لسؤالك:
إختياري للإلحاد ليس نزوة أو حالة نفسية، وإنما هو موقف ونظرة ماديّة للطبيعة وللمجتمع.
لنأخذ هذا المثال:
في الحديث عن الحرب والسلم مثلا، النظرة المثالية تقرّر بأن السلم لا يمكن تحقيقه إلا بواسطة "تهدئة العقول"، وأنه يجب، إذا ما أردنا القضاء على الحرب، القضاء عليها في عقول الناس. لأن سبب الحروب ذاتي. أو كما يقول المحللون النفسيون هناك "غريزة للاعتداء" تكمن في وعي كل إنسان أو ما يسمى "بالكراهية الموروثة".
هذه النظرة لأسباب الحرب، هي نظرة مثالية يختلف عنها موقف النزعة المادية، فهي تقول أن سبب الحروب يكمن في واقع المجتمعات. الحروب في عصر الاستعمار هي الأزمات الاقتصادية التي تؤدي إلى البحث عن أسواق جديدة بواسطة القوة. وهذا قانون موضوعي وهو قانون الفائدة القصوى الذي يفسر لنا الحروب. أما فيما يتعلق بالأمور الذاتية كفكرة الحرب، والكراهية وغريزة الاعتداء.. فهي تتولد عن التناقضات المادية التي تُفرز وضعاً موضوعيًّا يستدعي الحروب. فالواقع الموضوعي هو الذي يفسر لنا ظهور الأمور الذاتية وليس العكس.

جنازة شــيوعية

-


جنـــــازة

شيـــــــــــوعية

في

تركيــــــــــــا.




إخفــــــــاق

-
لماذا هذا الإخفاق التاريخي الكبير في امتنا العربية وما هو سبب انعدام الإنجاز الذي يدمر حتى الشعور بالكرامة عند العربي ؟

في البداية علينا أن نسأل من نحن؟ وماذا نريد؟

نحن أمّة عربيّة مجزأة إلى أقطار، كلّ قطر تتنازعه قوتان رئيسيتان : قوّة مستفيدة من الوضع الحالي وبالتالي تسعى إلى تأبيد وإدامة تحكمها في مقدراته، وقوّة متضررة وتناضل من أجل تغيير هذا الوضع لما هو أفضل وأرقى.

* القوّة الأولى متشكلة في أنظمة سياسية ومتبلورة في طبقات اجتماعية :إقطاع بأنواعه: ريعي، عشائري، قبلي، طائفي... وبرجوازيات مرتبطة برأس المال العالمي، لا تراكم رأس المال من أجل تطوير الصناعة والفلاحة وإنما تمتهن التوريد والتصدير.
هذه القوّة أفرزت تيارات وأحزاب سياسية تدافع عن مصالحها، لذلك ليس غريبا أن تجد أحزابا ماسكة بالسلطة السياسية وأحزابا تعارضها من أجل أن تحلّ محلـّها فقط، لا يهمّها أي تغيير بل التغيير الوحيد الذي تسعى له هو تغيير الوجوه الحاكمة كصمام أمان ضدّ التغيير الحقيقي والجذري.

* القوّة الثانية هي جيش عرمرم من المعدمين (أجراء، مزارعين، عاطلين عن الشغل...)، موظفين، برجوازية وطنية تصارع التغوّل الرأسمالي العالمي المعولم.
هذه القوّة أفرزت أيضا تيارات وأحزاب تناضل من أجل التغيير لما هو أفضل، من أجل التحرر الوطني وبناء الديمقراطية الشعبيّة، ولذلك هي في صراع مع القوى الرجعيّة التي تسعى لتأبيد الوضع.

بعد هذا التوضيح أقول، الإخفاق الذي نكابده كعرب في توحيد أقطارنا في كيان واحد، متطوّر اقتصاديا وثقافيّا وسياسيّا، هو إخفاق هذه القوى التقدميّة في بلورة مشاريعها وبرامجها لتلامس هموم المواطن، بل أن العديد من هذه القوى لا زالت تعتقد أن مهمّتها تكمن في إحياء أمجاد ومُثل عُـليا حُدنا عنها، متناسية أن المطلوب هو مواكبة كل ما هو جديد في الواقع وفي الأفكار التي يفرزها، وكيفية الاستفادة منها، لبلورة أفكار تتناسب مع واقعنا العربي ولتساهم في تطويره نحو الأفضل.
فإن كانت القوى الرجعيّة تجهد لنشر الشعوذة و ثقافة الهزيمة: "ليس في الإمكان أحسن ممّا كان"، وتبالغ في نفي دور الشعب ممّا يجعل المتحكمين في رقاب الشعب يبرزون وكأنهم القوّة الوحيدة المتحكمة بحركة المجتمع. فدور القوى التقدمية يكمن في عقلنة الوعي السياسي، أي السعي لإعادة بناء السياسة من منظور مختلف، فبدلا أن يكون النضال السياسي متمحورا حول من سيكون على رأس السلطة، يتحول ليتمحور حول البرامج السياسية التي ستقدم حلولا لقضايا المجتمع.

وهكذا، وبدل أن يتجاذب الناس حول مفاهيم مبهمة : الإسلام هو الحل، العلمانية هي الحل، الليبرالية هي الحل، الاشتراكية هي الحل... سيفرز الصراع السياسي إستقطابا حول البرامج التي ستقدّم حلولا.


الاثنين، 25 أغسطس 2008

نـــــــاجي العلي

-


هذا الرأس بعث بك للرفيق الأعلى
وإتهم إسرائيل
وقرأ الفاتحة على روحك
يــا علــــــي.
Posted by Picasa

Zara

من السّهل جدّا إخراج القرد من الغابة
لكن من الصعب إخراج الغابة من رأس القرد.
* * *
[ قلناها أنا والرفيق فــاروق ]