الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

سقوط الإشتـــراكية!!!

-
كيف تفسّر سقوط الأنظمة الإشتراكية في دول أوروبا الشرقية؟

بداية،
هل هناك فرق بين النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي؟؟؟
أكيد،
الفرق الرئيسي بين الاشتراكية والرأسمالية هو شكل ملكية وسائل الإنتاج (الأرض، المصنع، الشركة، البنوك..).
النظام الرأسمالي يعتمد على الملكيّة الخاصة، أي أن الطبقة البرجوازية الماسكة بالسلطة هي التي تمتلك وسائل الإنتاج. بينما في النظام الاشتراكي تكون وسائل الإنتاج ملكا للمنتجين (العمال والفلاحون).
في أوروبا الشرقية، وعلى إثر سقوط أحزابها الحاكمة، هل كانت وسائل الإنتاج ملكا للمنتجين فتحولت ملكيتها للرأسماليين؟؟؟؟
لنأخذ مثال بولونيا ونقابة تضامن،
في هذا البلد كان الحزب الحاكم يسمّى الحزب الشيوعي، يعني نظريّا العمال هم الذين يملكون وسائل الإنتاج، فتحركت نقابة تضامن (وهي إتحاد النقابات العمالية) وأسقطت الحزب الشيوعي الذي كان يحكم، وأصبح ليش فاليزا زعيم نقابة تضامن هو رئيس بولونيا.
وهنا أتساءل : هل أن العمال البولونيين الذين يمتلكون وسائل الإنتاج تحركوا وانتفضوا وقاموا بثورة من أجل أن تصبح وسائل الإنتاج ملكا للرأسماليين؟؟؟؟
يعني، ببساطة شديدة، مجموعة عمال يمتلكون مصنع ويشتغلون فيه، يقومون بثورة من أجل أن يصبح هذا المصنع ملكا لأحد الرأسماليين وهم أجراء فيه!!!!!!!
إن كان هذا ما وقع في بلدان أوروبا الشرقية وفي الإتحاد السوفييتي... فعلى البشرية مراجعة مداركها العاطفية حتى لا أتورط وأقول مداركها العقلية.
المهم،
الإتحاد السوفييتي وعلى إثر ثورة 1917 البلشفية، باشر في البناء الإشتراكي، هذا البناء لم يكن مفروشا بالورود، بل هو ثمرة لصراعات طبقية أفرزت صراعات سياسية، وهذه الصراعات تكثفت في صلب الحزب البلشفي ذاته وشهد ذروته بين الخط الإشتراكي (ستالين) والخط الليبرالي (تروتسكي).
بإنتصار الخط الإشتراكي، حقق الإتحاد السوفييتي نجاحات عظيمة حيث أصبح أكبر قوّة إقتصادية وعسكرية تضاهي قوة أمريكا وأوروبا الغربية مجتمعة.
الإتحاد السوفييتي أعطى دفعا لكل القوى المناهضة للرأسمالية وللإمبريالية في جل مناطق العالم، حيث سقطت أنظمة رأسمالية وأنظمة إقطاعية و قامت على أنقاضها أنظمة إشتراكية، لكن الصراع لم يخمد بل تواصل ولا يزال مستمرا بين من يُنتج ولا يملك وبين من لا يُنتج ومع ذلك يملك.
صحيح أن الرأسمالية كسبت معارك، لكنها لم تكسب الحرب، فالصراع لا يزال هو سيّد الموقف، والتاريخ لم يقل كلمته الأخيرة بعد.
فبلدان أوروبا الشرقية والتي تهاوت أحزابها الحاكمة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، لم تكن اشتراكية بل رأسمالية (رأسمالية الدولة)، حيث كانت الدولة هي التي تمتلك وسائل الإنتاج.
_

هناك تعليق واحد:

mouyn يقول...

أهلا معين، كيفك