الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

ضد ظلامية العصـــر

ــ
في قهقهة التاريخ المتقدّم عبر الإمكانات المتضاربة، يحتضر عالم بكامله، ويتهيأ للولادة آخر. تتفكك نُظُم من الفكر والإقتصاد والسياسة يصعب عليها الموت بغير عنف، تتصدّى لجديد ينهض في حشرجة الحاضر وتقاوم في أشكال تتجدد بتجدد ضرورة إنقراضها، تنعقد بين عناصرها المتنافرة تحالفات هي فيها مع الموت على موعد يتأجّل.
إذن، فليدخل الفكر المناضل في صراع يستحث الخطى في طريق الضرورة الضاحكة. فهو اليانع أبدًا، وهو اليقظ الدائم، في الحركة الثورية ينغرس ويتجذّر. يستبق التجربة بعين النظرية، ولا يتخاذل حين يُفاجأ: يتوثب على المعرفة ويعيد النظر في ترتيب عناصره ليؤمّن للنظرية قدرتها على التشامل، ورحابة أفق يتّسع لكلّ جديد.
هكذا يكتسب كل نشاط نظري طابعًا نضاليًّا، ويتوق كلّ نشاط ثوري إلى أن يتعقلن في النظرية، فتتأكد، بإلتحام الناشطين في الملموس التاريخي، ضرورة الفكر العلمي في أن يكون ثوريًّا، وضرورة الحركة الثورية في أن تكون علميّة.

المهدي عامل (نقد الفكر اليومي).

ليست هناك تعليقات: