الأحد، 1 نوفمبر 2009

التصوف

_
في مرحلة تاريخية ما، أعتقد في منتصف القرن الهجري الأول، عندما تفجر الصراع على السلطة بين صحابة رسول الله (المبشرون بالجنة)، برزت ظاهرة التزهّد كرد فعل سلبي على هذا الصراع الدموي، وأقول سلبي، لأنه إتخذ شكل عزلة، لا عن أحداث الصراع السياسي فقط، بل عن كل حركة النشاط العملي الإجتماعي بوجه عام. هذه الحركة بدأت سلبية عدمية، ثم أخذت طريقها إلى التحول نحو ملاذ ورمز لمعارضة الإستبداد السياسي والظلم الإجتماعي، ثم مضت في تطورها حتى تحولت الى شكلها الأعلى : التصوف. والتصوف هو شكل أعلى للتزهد لأنه يعبّر عن موقف إيديولوجي، حيث برزت مطارحات حول : نظرية المعرفة، الظاهر والباطن، الموقف من الشريعة، الإشراق، وحدة الوجود... لذلك، فالمتصوفة الإسلاميين والذين هم نتاج للصراعات الإجتماعية على مستوى الفكر في عصرهم، كان لهم دور إيجابي في دفع حركة التفلسف حيث برزت عدة مدارس فلسفية ساهمت في تقديم إضافات للفكر الإنساني.
__

ليست هناك تعليقات: