السبت، 19 مارس 2011

ذكريات مع أمير الزنادقة

-
لا أفهم كيف يلوم الشيوعي المؤمن بالشيوعية المؤمن الديني.......فكل واحد منهما له عقيدة ثابتة, وإله ونبي..........
الشيوعية ليست دينا، هي أيديولوجيا تدافع عن مصلحة الطبقة العاملة، أي أنها أفكارا متناسقة تعتمد على الفكر العلمي.
الفكر العلمي خاضع للتجربة وميدان عمله المادة وكلّ ما يفرزه المجتمع من أفكار، والأفكار تتفاعل جدليّا مع الواقع، أي أن الواقع يُفرزها وهي بدورها تـُؤثر فيه.
ولكلّ ذلك، فالشيوعي لا يؤمن وإنما يسعى لتحليل الواقع الملموس معتمدا على كلّ ما أنتجته البشرية وراكمته في مسيرتها نحو التحرر من الإستغلال والإضطهاد، لذلك فلا تستغرب أن تجد الشيوعي يناصر حركات التحرر الوطني ومنها المقاومة الوطنية العراقية كأقوى حركة تحرر في العالم إلى حدّ الآن، فكل حركات التحرّر وجّهت ضربات موجعة للإمبريالية الأمريكية، لكن المقاومة العراقية تجاوزت الضربات الموجعة لتبهذل بهذا البعبع الأمريكي وتـُفقده الصواب وتجعله أضحوكة القرن.
أمّا الشيوعي الذي يلوم!!!، فهذا شيوعي مزيّف، لأنّ الشيوعية تناضل ضد/ وتفضح الفكر الديني وكل مشتقاته كالزندقة مثلا، ولا أخالك تجهل أن الزندقة هي نوع من أنواع الفكر الديني، لكنه فكر ديني خجول فاقدا للقدرة على التأثير والإقناع، وهو إفرازا لسقطات البرجوازية الصغيرة التي تحاول أن تظهر بمظهر عصري، ولكنها لا تستطيع إنتاج فكر متماسك فتلتجئ إلى التلفيق، فكرة من هنا.. وأخرى من هناك..، وهذا مفهوم لأن البرجوازية الصغيرة هي طبقة هجينة، فيكون فكرها هجين أو قل هو فكر يعبّر عن شذوذها وإنحطاطها وتحللها.
ولذلك فلا تنتظر أن تجد شيوعي يلوم، وهنا أعذرك، ففهمك الديني للشيوعية يجعلك تتصوّر وتتخيّل وتتوهّم أن هذا السلوك (اللـّوم) هو سلوك مطلق غير خاضع للفضاء المعرفي الذي يتحرك فيه ذهنك المتقولب والمبرمج وفق ذبذبات الإنفعالات الصادرة عن إحدى شطحات الفكر المثالي، ألا وهو الزندقة كما حدثتك عنها سابقا.
ثمّ،
حديثك عن عقيدة.. وثابتة.. وإله.. ونبي للشيوعي يجعلني أتأكد أن فهمك ومعرفتك ودرايتك عن الشيوعية لا يتجاوز ما يُحكى عنها في المقاهي الكئيبة البائسة التي ترفض الثقافة لتحتفل بالنميمة ووالسخافة.
فهل النظرة المادية والطريقة الجدلية في تحليل الظواهر الإجتماعية يُعدّ من العقائد الثابتة؟؟؟؟؟
فإن كان كذلك فأتحفنا بعقائدك المتحركة.
ثم ألا يشتركان في نظرية الخلاص, التي استعبدت الناس وساقتهم للمذابح باسم الدين وهو ما مارسته الشيوعية إلى يوم ضربت بالأحذية, إلى يوم إعلان وفاتها .........
عن أي خلاص تتحدث؟؟؟؟؟
أي خلطة عجيبة هذه التي تتحفنا بها؟
فإن كان الفكر الديني يتحدث عن المهدي وعن عيسى اللذان سيخلـّصان البشرية، ولا أدري من ماذا سيخلصانها، فالشيوعية لا علاقة لها بهذا الخلاص.
عموما،
الشيوعية كما الليبرالية هي نظرية أفرزتها الصراعات الطبقية لتعبّر عن مصالح طبقية جذورها في الأرض لا في السماء. فإن كان هناك خلاص ما، فهو خلاص من العلاقات الإستغلالية وليس خلاص من هيلمان ما، حتى البابا لو سألته عن ماهية هذا الخلاص فإنه لن يجد ما يجيبك به، فهل حدثنا البابا مهما كان رقمه وترتيبه (16 أو 245) عن الخطيئة الأصليّة؟ وعن من قام بها؟؟ وفي أي مكان وقعت؟؟؟؟
لا تترك الخزعبلات تأخذ منك نصيبا يا عزيزي.
أما حديثك عن الضرب بالأحذية، فسأعتبر هذا نكتة كي لا أقول عجز عن فهم الواقع المتحرك.
المخزي في هذا كله أن الحمير: ممن لم يقرؤوا تاريخ العراق, ولم يفهموا الصيرورة التاريخية التي أنتجها صدام , وائلته السادية...
أولا : لا أدري هل هناك حمير تقرأ، أما إن كنت تسعى للتشبيه، فالأجدر أن تأخذ نصيبك أولا من هذا الذي تسعى له. فمن يشبـّه الإنسان بالحمار فلا أجد له صفة سوى ما تفوه به.
ثانيا : الصيرورة التاريخية لأيّ مجتمع تنتجها تفاعلات القوى التي يتكوّن وفقها هذا المجتمع، فلا وجود لمجتمع ثابت، فالحركة هي إحدى سمات المجتمع، لذلك فالحديث عن شخص ما، وعائلة ما، تنتج صيرورة تاريخية أشبه بالحديث عن علاقات إنتاج تتشكل وفق رغبات البشر.
ممن يجلسون على المقاهي, لا عمل لديهم سوى استجداء الدولة....
ممن هم طفيليات على بلدانهم, يتعيشون على القيمة المضافة التي يخلقها أسيادهم...
القيمة المضافة ينتجها العمال ويستهلكها الأعراف، لكن لا أدري ما المقصود بالأسياد؟ ربما أنت لا زلت تعيش في الوهم وتتخيل أن العبودية أو المجتمع العبودي هو السائد، فإصحى يا عم أمير الزنادقة، وعدّل ساعتك، فأنت أمام جهاز يؤشر للرأسمالية.
أمّا استجداء الدولة في المقاهي، فهذا كلام فارغ، ربما تسعى من خلاله لمليء فراغ بياض ورقة المنتدى.
ممن ينبحون بعراقية الكويت، دون أدنى اعتبار لما يحصل الآن من جراء اقتحام الحمار صدام للكويت الدولة العربية ذات السيادة الكاملة, من ينبحون وهم خارج التاريخ والجغرافيا والمعادلات الاستراتيجية...........
أولا : الكويت عراقية، وهذه إرادة المقاومة، وأنت تعرف أن إرادة المقاومة لن تُردّ. وإن كنت لا تعرف فها أنني أعلمك.
ثانيا : لا أعلم إن كان هناك حمار ما، إقتحم يوما ما، الكويت، فعذرا.. لغة الحمير لا أفقهها، ربما أنت لك باع في هذا.
ثالثا : الكويت ذات السيادة الكاملة!!!! ما هذه المزحة الثقيلة؟؟؟؟
أي سيادة هذه يا أمير الزنادقة؟؟؟؟
هل صدّقت أن آل الصباح يستطيعون حكم المحافظة 19 دون وجود الأمريكان.
-

ليست هناك تعليقات: