الجمعة، 18 أبريل 2014

إحتمالات: محمد الصغير أولاد أحمد


هذه القصيدة قدّمها أولاد أحمد عند بداية إنتخابات المجلس التأسيسي، كان الجوّ مكهربا، يوحي بإنتصار ساحقا للحركة الإسلامية.
وضع إحتمالات لما ستؤول له نتيجة الإنتخابات، وقسّمها إلى حالات: حالة إنتصار القوى الرجعية، حالة إنهزامها.. وكيف سيكون ردّ الفعل.. ؟

إحتمالات

مقر القيادة الشعرية للثورة التونسية
حَالاَتُ الطريق
أولاد أحمد
علي سعيدان المقطعين: 12 و17

1
في حَالةِ انْتَصرُوا
سأخْرجُ للطريقْ
وأَعُدُّ أصواتي التي صَمتَتْ..
وأجلسُ في الطريقْ
لِتَمُرَّ قافلةُ الكَراهِبِ.. *
لنْ أقُومَ مِنَ الطريقْ
ومُمَدّدينَ: أنا وظلّي والخَسارةُ..
سوفُ نصْرخُ بالطريقْ:
أوْصلْتِهمْ.. وأضَعْتِنا:
شكرًا.. نُحبّكِ يا طريقْ

2
في حالةِ انْهزمُوا..
سأخْرجُ للطريقْ
وأعدُّ أصواتي التي نَطقتْ
وأرقُصُ في الطريقْ
لِتمُرَّ قافلةُ الكَراهبِ
لن أحِيدَ عنِ الطريقْ
ومُمَجَّدينَ
أنا وظلي والحَمامةُ
سوفَ نصرخُ بالطريقْ:
أوْصَلْتِنا وأضعْتِهمْ
شكرًا.. فأنتِ هيَ الطريقْ

3
في حالةِ انتصروا ولمْ يخْسرْ أحَدْ
وتزوّجَ الاثنانِ منْ يومِ الأحدْ
وتشابهتْ أيّامُنا..
وتواتَرتْ أعوامُنا
والرّيحُ، تلكَ الرّيحُ، غاضِبةٌ..
و تَعْبثُ بالغَريقْ
سأظل أبحثُ عن حروفٍ..
كيْفما رتّبْتَها.. تعْني: الطريقْ

4
في حالةِ انهزمُوا..
ولمْ ينجحْ سواكْ
يا نائمًا في قبركَ العالي..
ويَحْرُسُكَ الملاكْ
يا هامشَ النّيرانِ في مَتْنِ الحريقْ
سأكونُ جسْمَكَ ماشيًا..
ومُغنّيًا..
طولاً وعَرْضًا.. في الطريقْ

5
في حالةِ اقْتَتَلُوا..
ولمْ يظهرْ غُرابٌ في الأفقْ
وتبعْثرتْ أجسادُهمْ
وتطايَرتْ أرواحُهمْ
سيكونُ حَفْري للقبورِ مُباشرًا..
بطريقتي.
وعلى الطريقْ

6
في حالةِ انتصرَ السلاحُ على الكفاحْ
وتعَسْكرَتْ أجْواؤُنا ومياهُنا وتُرابُنا
وتلاَ البيانَ مُلازمٌ متربّصٌ..
باسمِ الكتيبةِ والفريقْ
سأظلُّ أبحثُ عنْ طريقٍ..
في الطريقِ.. إلى الطريقْ

7
في حالةِ احْتدمَ الصراعُ على الحدودْ
وتمكّنَ الجيرانُ منْ فرْضٍ القواعدِ والقُيودْ
خوْفًا من الثوراتِ..
مِنْ فَقْدِ العتيقةِ والعتيقْ
ستَرى لباسي أخْضرًا..
مثْلَ الحشيشِ على الطريقْ

8
في حالةِ ابْتدأَ الخطابُ بِ: "أيُّهَا"
وتتابعَ التصفيقُ حتى لا يُضافَ لأيُّهَا
معْنًى ولا مبْنًى عَدَا:
"أبدًا معكْ:
أنتَ المُخلِّصُ.. يا زعيمُ.. ويا رفيقْ"
ستكونُ لي طرقٌ ..
ومُفْرَدُها: طريقْ

9
في حالةِ اتّسعَتْ مجالِسُنا لِبتْرولِ الخليجْ
(أقْصدُ : اتّسختْ)
وحَرامُهمْ أضْحى حرامًا عنْدنَا
وحَلالُنا أضْحى حرامًا عندهمْ
وبلادُنا صارتْ قطيعَ مُهلّلينَ كما الحجيجْ
في حالة انطفأ الشعاعُ..
وزادَ.. فانْطفأَ البريقْ
سأكونُ، في الإسفلتِ، مثْلَ حصَى الطريقْ؟

10
في حالةِ اخْتَفَتِ النساءُ مِنَ البلادْ
وبَراقِعًا مُتشابهاتٍ صِرْنَ ما بيْنَ العِبادْ
حتّى إذا نادَيْتَ واحدةً..
وكنتَ تَظنُّها لَيْلاَكَ ..
أخْطأتَ المُسمَّى والقِلادةَ والأساوِرَ والعقيقْ
في حالةِ اخْتَفَتِ النساءُ أبي:
لِأُولَدَ مِنْكَ وحْدَكَ
في الشمالِ.. على الطريقْ

11
في حالةِ انْفردَ الشبابُ بتونس الخضراءَ
واحتلّوا المناصبَ كلَّها
/ سأكونُ شيْخًا عنْدَها /
وسُئِلْتُ:
ـ ما دخْلُ الشّبيبةِ في السياسةِ؟
لنْ أجيبَ بغيْرِ هذا:
ـ الشبابُ هُمُ الطريقْ
ـ معَهمْ سَمَاءٌ.. فلْتَطِرْ..
ما كنتَ في قفصٍ إلاّ لأنكَ لمْ تكنْ أبدًا طليقْ

12
لِيَا بَات الغَلـَب في بيوتنا
واتقـَلعَتْ الأوتاد
وضاعت عنَّا الطـُّرق وغدَات
نرعى بين النجوم ثنَايا
من قبل وموش اليوم
عندي مع النجوم حكاية
ومهما السماء بغيومها تسواد
ومهما تكاثرت وتعددت الأضداد
نلقى الطريق ما بين جاي وغادي
بين الثريا والدلو وشارع التبَّانة
ثَـَمْ، نرسُم طريق فريدة
ثـَمْ نبني من جديد فريقة
وتُسقام من بعد العناء الآيَّام
يَامَا اعْوَاجَتْ قَبْل وسقـَّمناها

13
في حالةٍ قدْ لا أكونُ ذكرْتُها
ولعلّني قدّرْتُـها ونسيتُها
خوفًا على مسودّتي..
من طولها.. من وزْنها
يبْقى لكمْ هذا الفراغُ...
..............................
..............................
مَؤونَةٌ... تكْفي الطريقْ

14
في كلِّ حالاتِ الطريقْ
سِعَةً وضيقْ
لا بُدَّ منْ أمْر نُحاولُهُ فُرادى أوْ معٌا
لا بُدَّ مِنْ معْنًى دقيقْ
لا بُدَّ مِنْ مبْنًى أنيقْ

15
في حالةِ اعتذرُ القتيلُ لقاتِلِهْ
وتقرّضَ الجرذانُ أرشيفَ الخيانةِ والرصاصْ
ورأى القضاةُ نقيضَ أمرٍ لمْ يروْا..
مُتلهّفينَ إلى التّطاوُلِ والقصاصْ
وتعيّنَ الظّلْمُ الرّهيبْ
وتحتّمَ السّجنُ السّحيقْ
سنعودُ مِنْ نفسِ الطريقِ إلى بداياتِ الطريقْ

16
في حالةِ الشعبِ الكريمِ إذا أرادَ ولم يُرِدْ
وتلعْثمتْ نَبَراتُهُ في المجلسِ المنْظورِ..
ثم أعادَنا لرُقادِنا
حِرْصًا على المجبُولِ
أيْ: خوفًا منَ المأْمولٍ والمجهول
فليسمح بتسْميتي لهُ:
"شعبي الشقيقْ"
وصدًى سيرْجعُ مُرْعِبًا:
ـ ضاعَ نجومُكَ.. يا طريقْ

17
كي يضن شعبي روحه غالب
وينبلج الفجر وهو مغلوب
ويضرب كـَف بكـَف
ولسان حَالَه يقول :"الله غالب"
وانضل آنا منكوب
ويبات الغلب بيني وبينه
وتذهب عليَّ طريقي
ويتيه وما يسرّب ثنايا قط
ونضيع هو وآناي
مابين المسارب ليلة
وممكن ألف ألف ليلة وليلة
لا يغيضك يا شعب،
منهُ مات....
ما يغيضك يا شعب كان الغلب وين بات.



 * الكراهبُ: مفردها:كرهبة بالدارجة التونسية وتعني:سيّارة.. ويقع استعمال أو عدم استعمال مُنبّهاتها في حالات النصر الجماعي أو الهزيمة الجماعية.. غير أن هذه الكراهب لم يقع استعمالها، منذ الاستقلال إلى الآن، إلا اثر مباريات كرة القدم.. ويتوقّع كاتب هذه السطور أن يكون لهذه الكراهب ومُنبّهاتها دور سياسي اثر الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيس المقرّرة ليوم 23 أكتوبر 2011

ليست هناك تعليقات: