الجمعة، 15 أبريل 2016

* الحصاد المرّ - الأزهر الضاوي

-
-* الحصاد المر*-
الأزهر الضاوي
...يقينًا مني بأن " الساعة آتية لا ريب فيها"..وأنا أشاهد رفاقا لي تحصدهم آلة الموت كل يوم ..هم تقريبا من جيلي..أو أقل بقليل أو أكثر بقليل / لا يهم /..
..وعلى غير " عادتي " لم أكتب قصيد رثاء في صديقي الراحل العزيز "أولاد أحمد"..الذي طالما تناوبت معه حركة الصعود على الركح لأغني أنا ويلقي هو الشعر..حدث ذلك خصوصا في عقد الثمانينات من القرن الماضي..وحدث للمرة الأخيرة في سليانة قبل سنة أو سنتين..
ثم رحل بعده عبد الرزاق الهمامي..واليوم أحمد ابراهيم.....وقبلهم الزين الصافي والهادي قلة..والقائمة تطول./ وأنتم أدرى بها/..
..وعلى عكس المتوقع مني انفجرت ..وانفجرت لأحاكي " البينغ بانغ" و"هربت الى الأمام" ..وطفقت أجوب البلاد من الشمال الى الجنوب..لأغني..بل وأرقص أحيانا مع شباب قد لا يقفه شيئا ممّا يفعله هذا "الكهل المتصابي" على الركح ..تماما كما حصل اليوم مع طلبة كلية الاداب بسوسة..
..لهؤلاء جميعا أقول إني أرقص في الواقع "رقصة الديك الذبيح" الذي نُكب في "أعزمن يحب"..ويتألم لكل خبر نعي يصدر على هذا "الفايسبوك" اللعين ..ولم يجد بدا سوى من أن يستثمر كل الدقائق المتبقية من مسيرته الطويلة..و التي بدت له وهي تمر أسرع بكثير من العادة..كي يواصل السير/ والى آخر رمق / على نفس الدرب الذي خطّه السابقون..
...ما أريده هو فقط أن يُجمَع لي كل هذا الشعب ..نعم كل هذا الشعب في قاعة عملاقة / لا قبل لسنية مبارك ببنائها وتهيئتها /..كي أغني له ... وألقي بعض القصائد..وأرقص /ان أمكن/.. فأتمكن بذلك من ربح الوقت وتدارك بعض مخلفات سنوات القمع والاستبداد والاقصاء والتهميش والتضييق الذي لا يزال مسلطا / والى اليوم / على كل صوت صادق حر في هذا الوطن الذي لم يتخلص بعد من ربقة الأنذال..
.. تلك أمنيتي..... نعم تلك هي أمنيتي ...وليس لي سواها..

..وبعدها لن أتوانى لحظة واحدة في ترديد ما قاله أبو العلاء المعرّي .." فيا موت زر إن الحياة ذميمةٌ..ويا نفس جدّي إن دهرك هازلُ "!!

ليست هناك تعليقات: