الاثنين، 8 فبراير 2010

سليم دولـــة

إنهم، والحق يقال، والضمير يعود عليهم، سواء كانوا يحكموننا بالفعل أو يتحرّقون شوقا لحكمنا، إنما يحكموننا بخنث خطاب، لا شرقي ولا غربي، يسعى كالحيّة إلى إستنضاج الأبكار والأعناق.
وقد ورد في أدبياتهم الإستنساخية هذا الدعاء على الفلاسفة:

" اللهمّ باعد أسفارهم
اللهمّ طهّر من البلاد آثارهم
اللهمّ ألجم ألسنتهم بالسّيف
اللهمّ أطردهم من رحمتك"

وهو دعاء معتـّق يهدف رأسا إلى الدّمغ والوسم والتعطيل والتنكيل بالعقل لكونه الوحيد القادر على هتك أسرارهم وأوهامهم، سرّا سرّا ووهما وهما، وتبيان تهافت بيانهم الذي يعودون بأصله إلى السماء بحثا عن مطلق إسناد يستحيل معه الشك، والجدل، والعناد، وهي ثلاثة أنشطة للعقل تميّز البشر عن الهوام والسوام والدواب.
وليس صدفة أن ينوّر حوار السيف والعنق حوار القلم والورق في غياب حجّة العقل، ويتناهى إلينا خبر دق الأعناق : أعناق المفكرين بدعوى أنهم مارقون وزنادقة وملحدون .. إلى آخر السيمفونية الكئيبة.

ليست هناك تعليقات: